زرت كلية الآداب في الدكوانة أربع مرات متعاقبة خلال فترة محدودة، للاستماع إلى مناقشات لرسائل او مشاريع مقدمة لنيل الماجستير في الادب العربي كان من حظي أن أختيرت بعض كتاباتي في زاوية “هوامش”، ولا سيما منها “أقوال نسمة” موضوعاً لها، في حين كان المشروع الرابع حول العدد الأخير من “السفير”، والذي صدر في 4 كانون الثاني 2017.
كان اول ما لفت نظري أن المبنى يحتاج إلى صيانة، بمكاتبه ومصعده، والاثاث، بغير أن نستثني مكتب “العميد”، وبغير أن نقارنه بمباني الجامعات الاخرى، اجنبية ومحلية، والتي تقصر عن اللحاق بإنجازات “جامعة الفقراء” التي لا تجد الدعم الكافي والرعاية المتناسبة مع دورها الوطني الذي لا بديل منه.
أما بعد ذلك فقد لفتني كفاءة المدير والاساتذة والاستاذات وايمانهم بدور هذه الجامعة، وإخلاصهم لها وحرصهم على مستوى خريجيهم، واحترامهم للتقاليد الاكاديمية ومستوى الاداء.
ذهب تفكيري إلى الجامعات الاجنبية العريقة بمبانيها المميزة ورواتب الاساتذة والمدرسين فيها، وكذلك بعض الجامعات الخاصة والتي “تعيش” على المشكلات المفتعلة او تلك المتصلة بالنشأة، وكله على حساب الجامعة الوطنية.. هذا فضلا عن “الاغراءات” والتقديمات المادية التي توفرها الجامعات الخاصة للنخب من اساتذة الجامعة الوطنية.
واستذكرت، بالمقابل، ما تعرض ويتعرض له المبنى المركزي للجامعة اللبنانية في الحدث، وهو مبنى انيق، لكن محيطه العشوائي تُرك على ما هو عليه مما يشوه صورة الجامعة.. وكان يمكن، بطبيعة الحال، تسوية اوضاع ساكني الاكواخ، وكذلك مجرى نهر الغدير، قبل المباشرة ببناء الجامعة الوطنية حتى لا يصيبه الضرر المادي والمعنوي، نتيجة جواره الطافح بالمشكلات واسباب الاهمال والتخلف.
كذلك استذكرت الاساءات التي الحقتها الطبقة السياسية بالجامعة الوطنية، سواء من حيث التدخل في تعيينات الاساتذة، وفي تقديم المقصرين على المميزين في عطائهم، وسوء اختيار المواقع الادارية والحشو والانفاق غير المشروع على غير المهم، بينما يتم اهمال المطالب الفعلية لإعادة الجامعة الوطنية إلى موقعها المميز، كأم الجامعات في لبنان..