أما وقد تشرذم “العرب” فتفرقوا واحتربوا وافتقروا حتى الجوع، فقد بات يمكن للرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن ينصب نفسه سلطاناً جديداً على هذه “القبائل” المقتتلة، والتي اضاع قادتها الطريق إلى المستقبل.
“السلطان” يقاتل اليوم ضد سوريا، وضد العراق بعنوان اكراده، ويحاول مد نفوذه إلى ليبيا بالمرتزقة من اللاجئين السوريين إلى بلاده، نتيجة الحرب المفتوحة على سوريا وفيها.
انه يتصرف وكأن بلاد الآخرين، لا سيما العربية منها، ما زالت من املاك “السلطنة”، كما حاول تبرير غزوه ليبيا التي بلا دولة، متحديا العرب جميعاً بعنوان مصر-السيسي، متباهياً بأنه انما يستعيد املاك السلطنة … وكأن هذه البلاد جميعاً بلا شعوب وبلا تاريخ وبلا كرامة… مبرراً بهذه التصرفات سلوك الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين وما جاورها من الاقطار العربية، ومن موقع “الشريك” هذه المرة.
هانت الامة على ذاتها حتى تكاثر عليها اعداؤها في غيبة قرارها الواحد الموحد، وفي ظل انشغال دولها بخلافاتها، وافتراق اغنياء العرب بالنفط والغاز عن فقرائها المجوعين والمقموعين والمهدورة كرامتهم.
وهكذا فان اميركا ترامب تشجع اسرائيل نتنياهو على توسيع احتلاله فلسطين بضم بعض الضفة الغربية، بما فيها القدس، ومنطقة الاغوار وما حولها، من دون أن تخشى أي رد فعل عربي، ما عدا الاستنكارات التي لا تمنع غازياً عن غزوه، ولا تساعد الشعب المقهور باحتلال ارضه على المقاومة الفعالة والمؤهلة لمواجهة العدو الاسرائيلي المسلح حتى اسنانه والمعزز بالدعم الاميركي المفتوح والتخاذل العربي… المفتوح هو الآخر!
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم..
إن اردوغان العثماني مع نتنياهو الصهيوني وكلاهما معزز بالدعم الاميركي والضعف العربي، يحاولون شطب “العرب” وازالة تاريخهم ومستقبلهم..