مرة أخرى تعيدنا الطبقة الفاسدة ـ المفسدة من اهل الرئاسة والسياسة والكياسة في لبنان إلى حافة الفتنة بعنوان: الجولات الرئاسية للصهر المحبوب والمرغوب والمطلوب في كل الجهات والربوع، شمالاً وشرقاً وغرباً، وفي مختلف دول العالم التي تنتظر زياراته ولقاءاته مع المغتربين فيها على أحر من الجمر..
انه يستقوي بالمصاهرة ليغزو المناطق، حيث لا يعرفه احد، الا في الصورة، ولا يحبه احد، بل غالبا ما يذكر الاهالي بالصورة الاصلية لبطل الحربين حيث قتل الاهالي ظلما وهم يوصلون اطفالهم إلى المدارس ويشترون الخبز لعائلاتهم او يقصدون إلى اعمالهم ليخدموا الدولة والوطن واهله..
لقد أنجح الصهر بعد ثلاث محاولات فاشلة بفضل قانون الانتخاب المفصل على مقاس زعامات الطوائف والمذاهب، وبفضل الصوت التفضيلي المذهب.. وصار وزيراً دائماً للخارجية، يجول في المغتربات ناشراً بذور الفتنة، ويعود من جولاتها بما يؤهله ليكون الوريث الشرعي للقائم بالأمر..
لكن الفتنة ليست هي الطريق إلى الرئاسة.. والكل يعرف نتائج استخدام بعض من فرضوا “رؤساء” لهذه الطريق، لا سيما في عهد ذلك الذي “ورث” الرئاسة عن “أخيه” الذي فرض رئيساً بقوة الدبابات الاسرائيلية، وعجز هو ـ بكل ما بذله من تذلل واستعداد للارتهان ورهن البلاد ـ عن اقناع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد بأهليته لمنصب صاحب الفخامة.
ولقد اصر الجميل الثالث (بعد ابيه الشيخ واخيه الرئيس) على تفخيخ القصر الجمهوري قبل مغادرته… وهكذا فرض حكومة عسكرية من ستة لممثلي الطوائف رفض ثلاثة منهم هذا التشريف، فكانت الفتنة التي انهكت البلاد والعباد، وما تزال آثارها في النفوس.. فالمآسي العظمى لا يمحوها الزمان ولا ينهيها الاعتذار عما كان، بعد فوات الاوان..
حمى الله لبنان من سقطات رؤسائه وخطايا الورثة بالشفعة او بالمصاهرة او بالثمن.. وكأن الرئاسة معروضة للبيع في مزاد علني بين كبار المرتشين واغنياء المصادفات والمتمتعين حماية النفوذ الاجنبي.