إلى من يشكو المواطن في لبنان همومه الثقيلة؟
بعيداً عن الحياة السياسية وخوائها، بأباطرة القرار فيها، وقد عجزوا جميعاً عن حماية “ليرته” التي كان يتباهى بصمودها وقوتها في مواجهة الدولار الذي لا يكف عن الارتفاع كحبل مشنقة للمواطن متوسط الحال، ناهيك بالفقير.
لا دولة تحمي هذا المواطن من خطر الوباء، والخطر الثاني المتمثل في انهيار عملته وتعاظم سلطان الدولار حتى ليكاد يبتلع ما ادخر وما يقبضه كراتب من قبل أن يقبضه.. ثم لا يجد غير المصرف وفوائده المرتفعة إذا ما رضي أن يقدم له قرضاً، ولو بفائدة عالية من اجل تخطي الازمة الراهنة.
صار للبنان عدد من الحكام، أخطرهم وأقواهم وادمثهم ابتسامة لا تمكن قراءة دلالاتها، هو حاكم المصرف المركزي، الذي يحصنه موقعه ويجعله اقوى من الحكومة واهل السياسة اجمعين.. والدعم متبادل، على طريقة “شيّلني واشيلك.. وانا برضه فرحت لك”!
من أين يأتي هذا المواطن بالمال الذي يكفي لإطعام اولاده، وحماية صحتهم، وتأمين اقساط دراستهم؟
انه بلا سلاح: مهدد في حياته، مهدد في سلامة اهلة وابنائه واخوته خصوصا مع ما تتطلبه الحماية من جائحة كورونا من احتياط وحسن التغذية وهدأة البال..
ومع التقدير للنشاط الممتاز لوزير الصحة، حمد حسن، فان الخوف يبقى قائما، مع متابعة الارقام التي تبثها نشرات الاخبار عن اعداد المصابين في العالم، مع استذكار اعداد الوفيات.
لا خيل عندك تهديها ولا مال ………………… فليسعد النطق إن لم تسعد الحال
ولكن كورونا بالمرصاد.. حاك الله من وبائها وكل وباء!