احتلت السفيرة الأميركية الجديدة دوروثي شيا والتي وصلت مؤخراً إلى بيروت لتكمل مسيرة سابقتها التي غادرت الشهر الماضي، شاشات التلفزة في الأيام الأخيرة، وكررت توجيهاتها وتعليماتها للحكم في لبنان، تحت ظلها الوارف.
ظل محاورها واقفاً في استديو التلفزيون، بينما هي جالسة في صالون بيتها مرتاحة، حاضرة، بل متحفزة لتوضيح مواقف دولتها العظيمة، في حين كان محاورها لطيفاً فائق التهذيب، يسأل ولا يناقش، ويسمع فلا يعلق.
تجاوزت السفيرة المميزة الحدود في إجاباتها على الأسئلة، مفترضة انها انما تقدم عرضاً تفصيلياً لسياسة بلادها تجاه لبنان، والمنطقة ضمناً… وعلى هذا فقد شنت حملة مبرمجة على “حزب الله” مرفقة بحديث مفصل عن المساعدات التي تقدمها.
لم تعتذر عن عدم الرد على أي سؤال، وسرحت في إجاباتها وكأنها تملك الوقت كله… وتباهت بالدعم الذي تقدمه بلادها إلى الجيش في لبنان: بنادق وألبسة عسكرية وشيء من الذخيرة.
على أن “المحاور” لم يحاول لفت نظرها إلى تجاوز الجواب على السؤال إلى التوغل في الشؤون الداخلية، قافزة من فوق ضرورة التحفظ أو التعقل أو التنبيه إلى ردود الفعل المحتملة على صراحتها.. الفجة!