صارت ارض الجزيرة والخليج العربي مدرجات للطيران الحربي الاجنبي، يستوي في ذلك الأميركي والبريطاني والفرنسي (والاسرائيلي طبعاً)..
أما الأهداف المقرر ضربها فتقع في اليمن اساساً، وربما هب هذا الطيران الحربي، لا سيما بصحبة الاميركي، إلى نجدة اشتات المعارضة السورية، فضلاً عن ضرب “الحوثيين” في ارجاء اليمن السعيد، و”عملاء الامارات” في عدن..
وصحيح أن السعودية والامارات “حليفان” في حرب اليمن، لكنهما حليفان ـ خصمان لا يطمئن أحدهما لنوايا الآخر، ومن هنا فان قوات السعودية “تنكرت” لتقاتل جيوش الامارات التي لا تُعد دباباتها ولا تُحصى طائراتها، اما الخيَّالة من جنودها فقد ملأوا الامكنة (والازمنة) وفاضت حشودهم عن عدن ومينائها الفسيح إلى جزيرة سوقطرة، وصارت قادرة على التحكم بحركة البوارج وحاملات الطائرات ما بين الخليج والبحر الاحمر من جهة، والمحيط الهندي من جهة أخرى.
لا بد من الاشارة، هنا، إلى أن الميزانية العسكرية السعودية تتقدم بأرقامها على ميزانية روسيا، وهي لا تكتفي بالسلاح الاميركي والبريطاني ضمنا بل انها تشتري ايضاً من فرنسا..
إن فضاءات الجزيرة والخليج مجالات تدريب للطيران الحربي في العالم الغربي..
مع ذلك فقد عجزت السعودية، ومعها دولة الامارات، عن الانتصار في اليمن، جنوباً وشمالاً، برغم كل ما تكبدتاه من خسائر في الارواح والمعدات… وبالتأكيد فان الباكستانيين والبلوش والافغان قد تقاضوا ثمن ارتزاقهم من قتال اليمنيين لحساب السعودية والامارات اكثر من موازنات دولهم..
ماذا لو أن عباقرة الحرب في مملكة مسيلمة الكذاب وفي دولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (الذي كان يعتز بأصله اليمني) انفقوا على اعمار اليمن ما انفقوه على تدمير عمرانها وقتل اطفالها وتشريد اهلها..
..لو انهم فعلوا ذلك اما كانوا كسبوا قلوب اليمنيين الذين سبق أن اسهموا في إعمار السعودية وفي بناء دولة الامارات “المتحدة” معها فتوجبت مكافأتهم بالحرب على اليمن!