كشفت ازمة احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية، في خروج فظ على القوانين والاعراف والاخلاق، معادن بعض الرجال من المسؤولين في لبنان:
أولهم ـ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي عرف فيه الناس، اليوم، صورة مغايرة للعسكري الطموح إلى حد شن الحرب على شعبه طلباً للسلطة. لقد تصرف بحكمة في مواجهة الازمة الطارئة التي فرضت على البلاد من موقع المسؤول الاول عن لبنان جميعاً، وعن رئيس الحكومة المختطف والرهينة. كان “الاب” و”رجل القرار”.
الثاني ـ الامين العام لـ”حزب الله” والقائد السياسي المميز السيد حسن نصرالله، الذي ضبط اعصابه وجمهوره العريض، وتسامى على الاحقاد والاهانات التي طالما وجهها اليه بعض تيار المستقبل، وبينها ما ورد في الرسالة التي امليت على الرئيس سعد الحريري في معتقله وأذيعت بصوته من محطة “العربية” السعودية.. وأظهر من التعاطف معه وهو “رهينة” في الرياض ما أكد سمو خلقه وترفعه عن الشماتة، فكان، كما عرفه الناس دائماً فأحبوه: القائد.
الثالث ـ الرئيس نبيه بري الذي تصرف بوعي ومسؤولية وحرص على المؤسسات الدستورية متهيباً مخاطر الفتنة فكانت كلماته منتقاة بدقة لا تحتمل التأويل، وأظهر عاطفة الصديق “للرهينة” من غير أن يندفع إلى التعبير عن غضبه والخروج عن طوره.
الرابع ـ وليد جنبلاط الذي أظهر حكمة وقال كلماته المعبرة عن قلقه بعقل ومن دون تجريح او استفزاز لتبقى الطريق سالكة إلى الحل.
واجمالاً، كانت مواقف السياسيين في لبنان، على اختلاف تلاوينهم، مقبولة وتنم عن تضامن وطني شامل، لم يخرج عنه وعليه الا الجعاجعة والريفيون الذين نطقوا كفراً فتهاطلت الريالات شرهات شرهات من ابواقهم الصدئة.