تكاد المبادرات الأميركية الكريمة تحقق لبنيامين نتنياهو ما يعجز عن تحقيقه بجيشه القوي وحرس حدوده المخلص وشرطته حسنة التسليح ورديفها الفلسطيني، الأمين الذي يُطالَب بتأكيد ولائه لإسرائيل بدماء أهله كل ساعة.
»مبادرة« الرئيس الأميركي بيل كلينتون لمنع حفر »النفق« تحت صحن الحرم في المسجد الأقصى أنتجت بقاء »النفق« مفتوحاً على مخاطر لا تُحد أبسطها أن نفيق ذات صباح فلا نجد من الحرم إلا جدرانه المتداعية وقبته المذهَّبة تطبق بثقلها على صدور المؤمنين الذين قد يُصادف وجودهم داخله في ساعة التفجير الإسرائيلية بتلغيم أساساته العتيقة.
أما »مبادرات« دنيس روس المتكررة لوقف بناء المستوطنة اليهودية في جبل أبي غنيم فقد تلاشت وطمرت آثارها الجرافات، وقامت على أنقاضها هياكل الأبنية الجديدة للحي اليهودي الذي تكمل به إسرائيل تطويقها لما تبقى من »القدس العربية« التي تفرَغ من أهلها بطريقة منهجية بينما يتكامل الطوق اليهودي من حولها ويزاد عدد »سكانها اليهود« كل يوم، وبالأمر.
وها هي »مبادرة« مادلين أولبرايت تتوَّج باجتياح حي رأس العمود، داخل القدس العربية.. فقبل أن تغادر وزيرة الخارجية الأميركية الأرض العربية كانت القوات الإسرائيلية تجتاح الحي كلَّه لتحمي »حق« المليونير اليهودي (الأميركي) ايرفينغ موسكوفيتش في »استثمار« أملاكه بزرعها بالمستوطنين »المسالمين«!
حمى الله القدس من المزيد من المبادرات الأميركية، والحمد لله أن الرئيس المصري حسني مبارك قد اعترف ببؤس مبادرته لنجدة المبادرات الأميركية الفاشلة، ربما حتى لا يترك المجال مفتوحاً أمام الملك حسين ليبادر »مناقصاً« على مبادرات عرفات المتوالدة كالأرانب والتي تكاد تضيّع كل ما تبقى من فلسطين وليس القدس وحدها.