كشف وباء كورونا هشاشة الانسان المفرد وعجزه عن مقاومة الأوبئة والامراض المعدية، وحاجته الاكيدة إلى التعاطف والتضامن وتأكيد انسانيته وتعزيزها عبر مشاركة الآخرين قلقهم والتعاطف معهم لأنه بذلك انما ينقذ نفسه.
كما كشف هذا الوباء القاتل انه لا يتوقف امام اختلاف الاصول والهويات، بل أن أي انسان وكل انسان هدف له لا فرق بين الصيني والاميركي، الطلياني والسويسري، الفرنسي والاسباني، الفلسطيني العربي والاسرائيلي محتل فلسطين وسفاح شعبها… مثله مثل كورونا.. ومعها العنصرية.
إن بين شروط الحياة، لتكون حياة، تضامن ابنائها وتعاونهم في المجالات كافة، وبالتحديد في ما يتعلق بحياة الانسان وسلامته. انهم في مواجهة الوباء واحد، لا فرق بين غني وفقير، بين عربي وأعجمي، الا بالقدرة على التضامن والتكاتف والتعاون والتضامن بل التكامل في ما يخص شروط سلامتهم واستمرار الحياة.
ولقد وقف العالم مذهولاً امام اتهام ترامب الصين بانها مصدر فيروس كورونا.. ثم امام ادعائه بأن الصين قد “سرقت” اسرار العلاج من المختبرات الاميركية… ثم تهاوى ذلك كله حين شهد العالم الرئيس الصيني شين جين بينغ واقفاً بغير ادعاء او تشاوف، وسط الاطباء وقد ارتدى مثلهم الكمامة في مستشفى مدينة ووهان… ليؤكد أن ابرز شروط القيادة أن يكون القائد “متقدماً بين متساوين” وواحداً من “اهله” لا يبتعد عنهم، ولا يعزل نفسه لينجو تاركاً شعبه بين براثن الجرثومة القاتلة..
ولقد كانت صور مجلس الوزراء ملتئماً بحضور رئيس الجمهورية والحكومة برئيسها والوزراء وقد غطت وجوههم الكمامات الواقية فرصة ليتأكد واحدنا، ولو عن بعد، وعبر الكاميرا، أن “قادته” يحمونه عبر تأمين سلامتهم.. ولا يهم أن يكون لمواطنيهم غذاء كاف، او ادوية منقذة، او مستشفيات مؤهلة وقادرة على انقاذ المصابين، او تأمين كمامات كافية حتى لا تنتقل العدوى منهم إلى رعاياهم البؤساء..
..مع أن الرعايا يعتبرون “السلطة” بمؤسساتها المختلفة، مصدر الوباء عبر اهمالها تأمين اسباب الوقاية والرعاية وبينها الكمامات.. وكرامة رعاياها .. لحماية الوطن والدولة!