لا يجتمع العالم، بشرقه وغربه، بشماله وجنوبه، الا في ظل الخوف من الوباء..
ها هو عالمنا اليوم يرتعد خوفاً، وتغلق الدول حدودها في وجه المسافرين او حتى العابرين، لان الحياة أغلى من أن تضيع بعاطفة الصداقة او بحرارة صلة القربى.. والحمدلله أن عاطفة الامومة ما تزال اقوى من “كورونا”..
أمعقول أن يهرب العاشق من معشوقته، ويواعدها “بعد سنة، مش قبل سنة”، كما تقول السيدة ام كلثوم؟ وهل الكورونا اقوى من “الروزانا” التي “كل الهنا فيها” وكذلك من “احبك اشوفك كل يوم”..و” ما احلاه يا وعدي”؟!
“كتبنا وما كتبنا.. ويا خسارة ما كتبنا
كتبنا مية مكتوب .. ولهلق ما جاوبنا”
.. والجواب عند علام الغيوب: فلا تدري نفس بأي ارض تموت، والموت حق! هل يفرق الموت بالسيف عن الموت بالبندقية، وكلاهما عن الموت بالكورونا؟ أليس الاجل مكتوباً والسجل مفتوحاً على احصاء الغائبين او المغيبين قسراً وبغير رغبة!
على أن وباء الكورونا يفضح الدول ومدى اهتمامها بشعوبها..
وعلى سبيل المثال فان رئيس دولة المليار وجد الوقت ليذهب إلى المدينة التي ظهر فيها مرض كورونا، لأول مرة، مرتديا على وجهه قناع الوقاية مثله مثل المليار صيني، مثبتاً أن بلاده، بنظامها الشيوعي المزدهر اقتصادياً والملطف عقائدياً، أقوى من أي وباء ومن أي مرض فتاك..
اما في البلاد العربية فان معظم الحكومات، الملكية والجمهورية، ظلت تُنكر وجود الوباء فيها حتى فضحتها شركات الطيران وسلطات المطارات في العواصم المختلفة.. كأنما الإنكار يشفي المصابين، او يمنع انتقال العدوى… متناسين أن انكار الامر الواقع هو تحالف مع المرض ضد الاصحاء والمرضى على حد سواء.
الحقيقة التي تأكدت، مرة أخرى، أن اخفاء المرض هو القتل البطيء، وان الحكم الذي يحاول طمس حقيقة الوباء مجرم بحق شعبه ومتواطئ مع جراثيم الكورونا.
من هنا يمكن القول إن حكامنا حلفاء للوباء القاتل!
انما يحكمنا الكورانيون … يا صاح!