كيف نحمي بلدنا ونعي المخاطر التي تهدد ثورتنا..
لقد جردت منظومة الفساد والمافيا الطائفية وأمراء الحرب الناس من حريتها وحقوقها ومواردها إلى حد اليأس، وتسببت في إفلاس البلد اقتصادياً، ووقف نموه.
في تجربة الثورة السورية، والتي تحولت إلى حرب أهلية، كانت الحرب على المقاومة بنداً أساسياً في ذلك التحول، حيث كان هناك من يضلع في استغلال الثورة ووجع الناس لمحاصرة المقاومة في شريانها الاستراتيجي الرئيس في سوريا.
بات هذا الخطر يهددنا اليوم في لبنان. سيحاول أعداء المقاومة والسفراء العرب والأجانب الدخول إلى قلب البيت من خلال غضب الناس، ومن خلال تحريض البعض ليشكلوا خط مواجهة لها.
كما سيستغل الزعماء المخلوعون هذا التدخل لخلق دور يلعبونه، مع المقاومة وضدها. بعضهم سيطرح نفسه كمدافع وبعضهم الآخر سيطرح نفسه كرأس حربة للمواجهة.
على المقاومة أن تعي هذه المخاطر، ومحاولات الالتفاف عليها من قبل ظالمي الناس. وعليها أن تحمي الناس في الشارع أولاً، وتحمي إنجازها التاريخي في مواجهة العدو وتحرير البلاد، وهو أيضاً إنجاز الناس الذين احتضنوها.
وعلى الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى أن تبقى متيقظة ولا تنخرط في لعبة إنقاذ القيادات المخلوعة، وعليها كذلك أن تحمي الناس وتكشف لهم أية شبهات لديها من تهديدات للثورة ومستقبل البلد.
وعلى الناس أن تبقى منفتحة على بعضها البعض، وتصبر في وجه كل المحاولات التي ستبدأ لاستغلالها واستغلال وجودها في الشارع.
هدف الثورة هو حماية البلد وبناء المستقبل الذي دمره أمراء الحرب خلال العقود الأخيرة. المهمة مثقلة بإخفاقاتهم، وهي مخففة بقدرات اللبنانيين على الإنجاز وحبهم للحياة الكريمة، أحراراً.