بشرتنا الدولة مؤخراً، أنها باشرت حملة “جادة”، هذه المرة، لضبط الأمن في منطقة بعلبك ـ الهرمل..
شكراً للدولة وهي تحاول “إنقاذ” مهرجانات بعلبك الدولية، التي نشأ في البلاد ـ نتيجة خفوت نجاحها ـ ألف مهرجان آخر، بحيث لم تبق مدينة أو بلدة أو حتى قرية إلا وأنشأت مهرجانها الخاص..
أن تعم مهرجانات الغناء والطرب لبنان كله، فهذا خبر مفرح، لكن حرام أن تخسر مدينة التاريخ، بعلبك، مهرجان الفرح الذي كان يبدل الأجواء فيها مع كل صيف..
وعسى أن تكون “الحملة” هذه المرة أكثر جدية وحزماً منها في المرات السابقة حيث كان “المطلوبون” يتبلغون بقرب وصول القوات اليهم فيختفون على بعد مئات الأمتار عن مسار المداهمين..
كذلك عسى أن يصدق الرؤساء والوزراء والنواب فيرفعوا “الغطاء” فعلاً عن “المطلوبين”، فيمكن الوصول اليهم واعتقالهم..
وحرام أن يظلم المليون مواطن وأكثر من أهالي بعلبك ـ الهرمل بجريرة عشرات أو حتى مئات المطلوبين بمذكرات توقيف يتساوى فيها القاتل مع مرتكب مخالفة سير… والإختلاف الوحيد يكون في التسعيرة والتغاضي..
وبغض النظر عن هذه التدابير فلا بد من التأكيد مرة ثانية وثالثة ورابعة ان “الأمن” يتطلب ما هو مختلف تماماً عن الإجراءات العسكرية.
وتجربة الرئيس الراحل فؤاد شهاب التي اعتمدت سياسة الإنماء والإهتمام بالبشر كمدخل لمكافحة البطالة والتهريب وزراعة الحشيشة.. وهي قد حققت نجاحاً ملحوظاً.. وربما لهذا السبب تجنبتها العهود السابقة ويتجنبها هذا العهد..
مع الإشارة الى أن النواب هم النواب من قبل ومن بعد، وكذلك الوزراء!
وسبحان الحي الباقي!