مع نهاية كل “عهد” تعصف بالبلاد ازمة عنوانها “التجنيس”.. أي منح الجنسية ذات الارزة الخضراء لبعض طالبيها من الساقطة قيودهم، لسبب او لآخر، أو من القادرين على شرائها بالثمن، او من المطلوب تجنيسهم لأسباب تتصل بالتوازن الطائفي في بلد الخمس وعشرين طائفة، بعضها قد انقرض في بلد المنشأ ولم يعد لبقاياها من وجود الا في البلد الذي يتقن ساسته لعبة التوازن بالطوائف..
خلافا للتقاليد مرعية الاجراء، تفجرت قبل ايام مسألة تجنيس عدد محدود من غير اللبنانيين، بعضهم من السوريين من ذوي المكانة الاجتماعية والاقتصادية، وبعضهم من “اهل النظام” او القريبين منه..
ثار لغط عظيم، ورميت الاتهامات جزافاً، خصوصاً وقد بولغ في ارقام المجنسين الجدد، وطاولت الشائعات مقامات عليا في السلطة، تجاوزت الوزراء إلى من له الحصانة تحميه من المساءلة.
وبغض النظر عن الصح والغلط في الاتهامات، وعن اعداد الامهات المتزوجات من “اجانب” واللواتي يحق لهن منح جنسيتهن لأبنائهن، فان “العنصرية” قد وجدت من ينفخ في جمرها لتكون فتنة..
بالمقابل فان جبران باسيل يجوب انحاء العالم، غرباً وغرب الغرب، ليستعيد المغتربين، ولو بإعادة تجنيسهم بالهوية ذات الارزة، كما يعرض هذه الهوية على الارامل وعشيقات المغتربين او عابري السبيل ممن التقوا بهن في علية ليل، ليزهو بهن وطن الارزة وليزيد اعداد الناخبين من ابناء الطائفة الممتازة.
ليس كل من حمل الهوية ذات الارزة مواطنا صالحا، بالضرورة، حتى لو كان من بترون الشمال او من غرب بيروت او من الجنوب او من اية جهة في البقاع..