التهمت جرثومة كورونا بهجة العيد. حبست الاهل في المنازل، واضطروا الى تلاوة الصلاة في بيوتهم، الا قلة ذهبوا إلى الكنائس ليستمعوا إلى قداس العيد متباعدين، متخوفين، مرفقين صلاتهم بالتضرع إلى الله أن يحميهم، وعائلاتهم، من هذا الوباء الفتاك.
لجأ الناس إلى تبادل التهاني بعيد الفصح عبر الهاتف، حتى لا يجيء “كورونا” إلى مواعيد الغرام فيفسدها ويمنعهم من الاستغراق في الصبابة والمتعة حتى صبا ح اليوم التالي.
بنوع من التحدي الفارغ من المضمون، اجوب بسيارتي شوارع الفراغ وساحات الصمت، وقد اختفى منها آلاف العابرين، ومئات السيارات، وساد الصمت جنباتها جميعاً، وهدأت امواج البحر، وسكت النورس عن إطلاق صرخاته الحادة، وخيم السكون على الافق المشمس فأصاب نور الشمس بعض الوهن، واختفت الطائرات بضجيجها الذي يبشر بعودة الأحبة، وتوقف انتقال الناس إلى حيث يجدون الرزق.
الصمت يسود وكأنما الزمان قد توقف… خوفا من جرثومة لا تُرى.. بينما هي تواصل النهش في اجساد الاصحاء فتدفع بهم إلى المستشفيات طلبا لشفاء صعب، او ربما استحال مع تعاظم حالات الاصابة في أربع رياح الدنيا.
تهاوت الحدود بين الدول.
خلت الكنائس والمساجد من المؤمنين، فرجعوا إلى بيوتهم يؤدون الصلاة في ركن فيها.
الاغلاق كامل. المدينة صامتة بحيث انك تخاف وانت تجازف بالخروج لأمر طارئ، او للتأمل في ظل الفراغ الذي ينشر عباءته على الامكنة.. ومعها الزمان.
لا معنى لأي شيء الآن الا أمر صحتك، فاحفظها لتنتصر على هذه الجرثومة الصغيرة التي تنفذ إلى احشائك بصمت، ثم بنهش اسباب الحياة.
احفظ نفسك، وأكد ـ بإرادتك ـ انك الأقوى.