مع جائحة كورونا أغلق الناس على أنفسهم أبواب الخوف واستقروا في بيوتهم، على مضض، وأخذوا “يتفرجون” على الربيع ودنياه الخضراء بورودها متعددة اللون، ناشرة البهجة في العالم كله..
كانت قطعان الغنم والماعز تتابع حياتها، تقضم أعشاب المروج الخضراء بينما الكلاب الحارسة تستمتع بالهواء العليل وتكتفي بنظرات شاردة الى القطيع للاطمئنان الى انه في شغل شاغل عن الكورونا، يستمتع باقتطاف ما يطيب له من أعشاب المروج الخضراء، بينما الحساسين والشحارير تترنم بألحانها الشجية لتؤكد ان الربيع قد وصل وانها تعيشه مستمتعة بفرح الحياة.
خرق بعض الفتية والصبايا اجراءات حظر التجول: الحياة أقوى من ان يحجر عليها، خصوصاً مع هذه المروج الخضراء المنداحة بامتداد البصر، والفراشات التي تنثر ألوانها المبهجة التي تنعش البصر وتؤكد ان الطبيعة أغنى من أن تحجر عليها وتحبسها في لون التراب.
تموجات الهواء ألحان سمفونية تختلط فيها أغاني الحساسين وهمهمات الحمام، ومواويل الشحارير وترغلات الحجال البعيدة.. والهواء قائد الأوركسترا يؤشر فتعلو الأصوات المنتشية أو تنخفض لتعلو ترنيمات الحساسين مشفوعة بصرخات البط وقد أخذها الطرب.
يتهاوى “ميكروب كورونا”، ساحباً معه الفزع.. ويعلو صوت المغني مردداً “يا ميت هلا.. طلوا من الجردين سمر اللحى”، ثم تتوالى خبطات الأقدام لتؤكد ان الحياة أقوى، وان الفرح خير مكافح ضد “كورونا” وسائر الجراثيم القاتلة.
الفرح هو الدواء وعنوان الانتصار بالشفاء والقضاء على كل جراثيم الموت.