هو مجلس نيابي جديد: فيه بعض فاز بمقعده بالرشوة العلنية، وفيه من فاز بدمغة الركوع على جبينه توكيداً لإيمانه، وفيهم من انتخبه الناس تعويضا عن ظلم سابق لحق به زوراً وبهتاناً، وفيهم من فاز بما يشبه التزكية احتراما لتاريخه، وفيهم من فاز بالمصادفة لغياب المنافس المحترم، وفيهم من فاز لخطأ في التقدير جعل من نال عشرات الاصوات نائباً بينما اسقط “الصوت التفضيلي” من نال آلاف الاصوات عداً.. في الفراغ!
انه مجلس نيابي جديد يمتاز عن سابقيه بكلفته النقدية وبالدولار حتى ليمكن اعتبار كل مقعد فيه وكأنه قد صنع من الذهب الخاص وبحجم قفا النائب المحترم.
هل تبرئ حصانة النائب جريمة المرشح دافع الرشوة؟
وكيف يدعي مثل هذا النائب تمثيل الشعب، وهو قد ألغى الشعب بقروش من الفضة (هي الآن دولارات اميركية)؟!
لقد انتهى عصر الديمقراطية مع سقوط الليرة التي كانت تحدد مستوى المرشح بما يقربه من مستوى الناخب..
أما الآن فالمرشحون بعيدون عن الناخبين بعد السماء عن الارض، والدولار عن الليرة.. وثمة بينهم مرشحو الكوكايين، ومرشحو اسرائيل، ومرشحو قبائل نجد وبينها شُمّر التي لا يحصى مقاتلوها الشجعان والذين لكل منهم سعر بالذهب الخالص..
تمتع بالديمقراطية، أيها المواطن الذي بالكاد يجد قوت يومه!