نادراً ما تطابق الاسم، كصفة لصاحبه وليس كنية للعائلة، كما في حالة جورج بطل الذي يستحق هذه الصفة كمناضل صلب وعنيد لا يعرف اليأس.
لقد عاش جورج بطل حياته صادقاً مع نفسه، برغم ما كلفه هذا الصدق، وعاش حياته مع حزبه صادقاً في إخلاصه لمبادئه، برغم كل ما شهده الحزب من ارتباكات فكرية وسياسية.
كذلك عاش في حزبه انضباطياً لم يسعَ إلى موقع بقدر ما سعى في كل ما يخدم الحزب.
وعاش في حياته منسجماً مع مبادئه، محباً للناس، خدوماً، من داخل إيمانه بالشيوعية كحزب الحلم في بناء الغد الأفضل.
أعطى جورج بطل حياته للنضال من أجل ما آمن به… وانضبط حزبياً حتى حين كان يخالف بعض طروحات الحزب، أو بعض تصرفات قيادييه.
ولم يسعَ جورج بطل إلى الشهرة، ونادراً ما ظهرت صورته، إلا في المناسبات الحزبية.. وفي تشيكوسلوفاكيا التي أمضى فيها أكثر من خمس عشرة سنة كان دائماً في تصرف من يحتاج إلى خدمة أو نصيحة، سواء بين الطلاب اللبنانيين خاصة، والعرب عموماً، أو بين العابرين.
كان بين الأقل كلاماً في الحزب، ربما لأنه كان يفضل «العمل».
سنفتقد هذا الإنسان الراقي، حتى في مخاصماته، ابن مشغره الذي ظل ابنها وظلت عشق صباه وكهولته وحتى اليوم الأخير.
رحمك الله أيها الإنسان النبيل.. الذي عاش شيوعياً ومات شيوعياً ولكنه ظل عمره كله ابن مشغره، عاشق البقاع أرضاً وفلاحين وسائر الكادحين في الأرض.