كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية تصاعد السعير الطائفي مقسماً الناس على قواعد دينية ومذهبية لاغية للسياسة..
وهكذا يتقدم الطوائفيون والمذهبيون الى الانتخابات وكأنهم ـ بالضرورة ـ أصحاب “الصوت التفضيلي” نتيجة إثارتهم الحساسيات والغرائز الطائفية والمذهبية ..
ومن الطبيعي والحالة هذه ان تتأكد الحقيقة السياسية الراسخة: ان الطائفية هي نقيض الوطنية، وان تزكية المذهبية لا تعني إلا الاندفاع الى الفتنة ..
هكذا يتبين ان اللبنانيين “مهددون” بمجلس نيابي لعله سيكون الأكثر طائفية ومذهبية في التاريخ السياسي لهذا الوطن الصغير.
لا تعني هذه الكلمات تبرئة المجالس النيابية السابقة من طاعون الطائفية، لكن المجلس المقبل سيكون ـ بالصوت التفضيلي ـ ساحة حرب أهلية مفتوحة، حتى لو غاب عنها السلاح.
فمن جاء بالطائفية سيكون “عبداً” لها، وخادماً لديمومتها وعبداً لأغراضها الفتنوية..
مع ذلك، نتمنى أن يترك الطائفيون عصبياتهم عند عتبة أبواب المجلس، ويحاولوا إطفاء غرائزهم المذهبية وهم يتعاطون بالمسائل التي تخص الناس باعتبارهم “شعبهم” بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية..