شكراً “فيروس كورونا” لأنه قد اختار الدول الأغنى والاعظم تقدماً في مجالات العلم كافة، والتطبيب والمعالجة في مستشفيات حسنة التجهيز، سواء بكادرها الطبي ام بوسائل العلاج والوقاية حتى في البيوت عموماً، عند الحاجة.
لقد أعاد هذا الوباء تذكير الانسان في مختلف القارات والبلدان انه “واحد”، سواء اكان ابيض البشرة ام اسمر ام اسود، وان الوباء ليس عنصرياً (كما الانسان) فهو لا يميز بين الناس على اساس العرق او اللون او المستوى الاجتماعي، ولا هو يهتم لحجم ثروة من يضارب في البورصة ويعقد الصفقات المجزية، والمختلس والمهرب ومؤدي الصلاة في مواعيدها: الكل مستهدف لا فرق بين ملك او خفير الا .. بالحيطة والحذر.
على أن التضامن وتغليب الود والشعور بالإلفة والمقاومة الجماعية لهذا الداء الوبيل بجرثومته التي تستوطن داخل الداخل من الجسد البشري، كل ذلك قد يخفف من الاضرار، والتشارك في اسباب الوقاية يسهم في حماية المحيط، ويضمن سلامة الاطفال ويحاصر جراثيم الكورونا في اضيق نطاق، بانتظار تأمين العلاج وحماية المجتمع واستنقاذ الغد الانساني من ردة او عنصرية او نبذ للمصابين ترتد على المجتمعات بكوارث من الكراهية والتنابذ ومقاطعة الأخ لأخية وتباعد الاحبة والغرق في لجة الخوف والهرب من الآخرين، وهذه كلها اخطر على المجتمعات ومستقبل الانسانية من هذا الوباء الذي لا يعترف بالحدود ولا يتهيب من اختلاف اللون او المستوى الاجتماعي.
ولتكن عبرة لمن يعتبر: إن رقي المجتمعات ومعها الدول انما يُقاس بحرصها على سلامة الناس فيها، من دون النظر إلى ثرواتهم ودور سكنهم قصوراً وفيلات ام شققاً فسيحة مزودة بكل اسباب الراحة في عمارات فخمة لا يدخلها الا الموسرون.
في الاصل كان الانسان، والانسان بصحته.. والباقي تفاصيل.
احرص على صحتك تحمي عائلتك وجيرانك ومجتمعك..
والاهمال حليف عظيم للوباء… لهذا تراه جرثومة الكورونا شريكا لها في ضرب الانسان، حتى الموت. حماكم الله!