إذن، فالامن الاسرائيلي هو مفتاح السلام في هذه المنطقة.
لا اهمية للتاريخ، لحقائق الجغرافيا، لحقوق البشر في ارضهم، للرأي العام العالمي او لمؤسساته المتهالكة كالامم المتحدة، او الناشئة كالاتحاد الاوروبي، او الميتة طبيا كمجموعة عدم الانحياز او المجموعة العربية الخ…
القرار للأقوى، وعلى الأضعف ان يخضع او يُضرب فيُسحق، او يُحاصر فيموت جوعا من دون ان تكون له القدرة على المقاومة.
الامن لإسرائيل، والامن للاسرائيليين جميعاً.
الامن لكل اسرائيلي مقيم الآن فعلا في »الدولة العبرية«، غير محددة الحدود،
والامن لكل مستقدم الى اسرائيل ضمن خطة الاستيطان الجديدة التي تريد مضاعفة عدد المستوطنين ثلاث مرات بحىث لا يبقى مكان لأي فلسطيني فوق الارض الفلسطينية القديمة!
الامن للاسرائيليين داخل »الكيان«،
والامن لجنود الاحتلال الاسرائيلي في كل الاراضي العربية المحتلة، من هضبة الجولان السورية الى جنوب لبنان وبقاعه الغربي وانتهاء بالارض الفلسطينية جميعا، من النهر الى البحر!
وفوق هذا كله: الامن لليهود في مختلف انحاء العالم، بوصفهم مرشحين لأن يكونوا اسرائيليين ذات يوم، او ان اسرائيل طالما اعتبرتهم وما تزال تعتبرهم مواطنين غير مقيمين في دولة كل يهود الارض!
ولكي يتوفر مثل هذا الامن لإسرائيل وللاسرائيليين جميعا، فلا بد من ان يشارك في حمايته وفي توطيد اركانه العرب جميعاً، وفي الطليعة منهم »جيران« اسرائيل، في الخارج، و»جيران« الاسرائيليين في الداخل..
وطالما ان هؤلاء »الجيران« هم مصدر الخطر فلا بد، اذن، من تجريدهم من السلاح، حتى سكاكين المطبخ وربما الحجارة أيضù،
عندها ينعمون بالسلام الدائم والعادل والشامل لأن اسرائيل ستتولى رعايتهم وحمايتهم من بعضهم البعض وكذلك من افكار السوء،
وطالما ان اسرائيل هي المسؤولة عن المنطقة برمتها فلا بأس من أن تعطي واشنطن الحاكم الجديد في تل أبيب، الآتي الى الزعامة بشعار »الأمن أولاً«، شبكة للانذار المبكر من الصواريخ، وتساعدها في انتاج الصواريخ المضادة للصواريخ، بما في ذلك الكاتيوشا.
طبيعي اذن، ان يلوم رئيس »دولة الأمن« عيزرا وايزمان الرئيس السوري حافظ الأسد لأنه لم يرد على رسائله المتكررة من اجل ابرام »اتفاق سلام« مع اسرائيل،
فها هم الذين وقعوا الاتفاقات مع اسرائيل ينعمون بأمن مطلق من الصعب تمييزه عن الموت.
والشعار الأصلي هو: الأمن لاسرائيل، الموت بسلام لعرب السلام!