نشرت في جريدة “السفير” بتاريخ 21 حزيران 1974
“لن نقف مكتوفي الأيدي”..
وأشلاء الأطفال تجد بالكاد من يلملمها ويرفعها من بين أنقاض المخيمات..
“لن نقف مكتوفي الأيدي”..
والسقوف تتهدم على رؤوس أولئك الذين تحايلوا حتى بنوا أشباه بيوت، بانتظار العودة لبيوتهم الحقيقية في أرضهم.
“لن نقف مكتوفي الأيدي”..
وشعب عربي بكامله يتحول إلى مجموعات من اليتامى والأيامى والآرامل والثكالى والمشوهين… إضافة إلى التشرد.
“لن نقف مكتوفي الأيدي”..
والطائرات الإسرائيلية تسرح وتمرح في السماء العربية، بينما طائراتنا الحربية الجبارة مشغولة بتقديم التحية جواً للمستر ريتشارد نيكسون،
“لن نقف مكتوفي الأيدي”..
والبلاغات والبيانات والتصريحات تتوالى من أطراف الوطن العربي الكبير، أغزر وأعنف دوياً من القنابل المحرقة التي تهديها إسرائيل إلى أطفال فلسطين ولبنان صبحاً وظهراً ومساء ومع خيوط الفجر الأولى..
“لن نقف مكتوفي الأيدي”..
صحيح ! صدقناكم!
لن تقفوا مكتوفي الأيدي مستقبلاً لواحد من ثلاثة أسباب:
أما لأنكم، يا حكامنا الأماجد، ستحركون أيديكم فعلاً، بكتابة مزيد من البيانات،
وإما لأنكم “تدخرونها” لوقت الحشرة،
وإما لأنكم بلا أيدي، أصلاً،
وأوضاعنا تنفي الاحتمال الأخير،
أما أوضاعكم فهي التي تمدنا بالأمل بأن أيدي الضحايا هي التي ستتحرك، وهي التي ستنطلق من عقالها لتحمينا من إسرائيل، وكذلك من الذين يتركوننا وحدنا بمواجهة إسرائيل ومن وراءها ومن أمامها…