كلما قدرنا أن الحرب على سوريا (وفيها) قد اوشكت على الانتهاء، لا سيما بعد اختفاء “داعش” والفصائل المعارضة المقاتلة تحت الحماية الاميركية ـ التركية (والاسرائيلية) تفاجئنا التطورات المصنعة التي تستهدف وحدة سوريا ومستقبل شعبها ومنع عودة الملايين من اهلها الذين اضطروا إلى النزوح منها واللجوء إلى الاقطار المجاورة (لبنان، الاردن، مصر وتركيا.. فضلاً عن الذين قصدوا بعض دول اللجوء في اوروبا، او لجأوا إلى اقاربهم في العراق الذين، بدورهم، يبحثون عن الامان).
وليست مصادفة أن طيران العدو الاسرائيلي وطائراته المسيَّرة ومسيَّراته تخترق، بين الحين والآخر، الفضاء السوري وتقصف بعض المنشآت والمطارات العسكرية بذريعة “مطاردة” ايران لإخراجها من سوريا..
أي أن السلطان اردوغان يريد التمدد في الشمال والشرق، والعدو الاسرائيلي يحاول منع الحليف الايراني من التواجد، مع تجنب الاشتباك مع الطيران والقواعد الجوية لروسيا في حميميم ومناطق أخرى على الساحل السوري.
ومع اننا لسنا في بداية القرن العشرين، بل في نهايته، وقد انتهى “عصر الذل والاستعباد”، كما قال جمال عبد الناصر، ذات يوم من العام 1956 وعند اعلانه تأميم قناة السويس.
وبرغم أن الدول العربية في حالة مريعة من الضعف والانقسام بعدما هرب “الإخوة الاغنياء” من اهل النفط ممن منحتهم أرضهم وبحارهم ثروات خرافية من النفط والغاز، الا أن الاستتباع يجعل الاغنى اكثر ضعفاً من العرب الفقراء..
لكن الشعب السوري أعظم وعياً بتاريخه وأعظم ايمانا بأرضه مما تظن الدول المعادية الطامعة بالتوسع، مثل تركيا واسرائيل، وهو سوف يوقف عند حده خصوصاً وان اكراد سوريا مواطنون محفوظو الكرامة كأشقائهم العرب، ولا يقل عداؤهم لتركيا “السلطان” عن عدائهم لإسرائيل الصهيونية، قاتلة الشعب الفلسطيني والطامعة باحتلال الاراضي العربية المجاورة وتقاسم ارض العرب مع الاتراك والاميركيين.