I يستولد الكلام الكلام، لكن الحوار لا ينتظم ولا يتصل، يظل في بؤرة السكون الفاصلة بين جملتين متباعدتين.
تنوء الألفاظ أحياناً بحمل الرموز، فتهرب الى المباشرة، وتتحول صارخة كالرنين.
كلماتك مثل الرنين: إعلان يمتد لحظات ثم ينطفئ ولا يترك صدى.
* * *
II في جب الصمت العميق تتوارى القصص القديمة كأحزان معتقة، فإذا جاء زمن الكلام اندفعت الى السطح تطالب بزمانها المهدور.
* * *
III كل ليلة أحكي للناس جميعاً وتحكين لنفسك ثم يجيء النوم فيأخذ الكلام الى الحكاية.
كل ليلة نفترق عند تخوم النوم وتكمل الحكاية ذاتها بذاتها للساهرين في مقهى الصمت.
* * *
IV أخاف أن أدمن صوتك فتضيع مني متعة زمن الصمت.
* **
V كيف خارج حرم الصمت يستطيع أن يتلاقى التائهون؟
أخاف أن أخرج من صمتي الى صحراء الخوف وحطام حزن الكلام.
* * *
VI تعبت من صمتي، فأطفأت النور!