نبادر فنقول اننا ضد القتل عموماً وضد القتل لأسباب سياسية على وجه التحديد.
ونبادر فنقول ان اغتيال سليم اللوزي جريمة سياسية تتعدى شخصه ومجلته وكل ما كان يمثله، لتصيب بشظاياها كل العاملين في حقول العمل الصحافي والفكري، والسياسي.
نقول هذا القول ونحن، في “السفير”، كنا ولا نزال نقف على طرفي نقيض مع سليم اللوزي ومجلته “الحوادث”.
فنحن نختلف معه ومعها في كل شيء تقريباً، ولا يجمعنا مما يجمع ألا الإطار المهني والتزامنا بالموقف المبدئي من قضية الحرية، وحق الناس كافة، في التعبير عن آرائهم مهما كانت هذه الآراء.
ولأننا نختلف مع سليم اللوزي، اشد الاختلاف ونرفض كلياً منطقه ونهجه في العمل السياسي، فإننا نستنكر أشد الاستنكار ان يخطف سليم اللوزي، وان يقتل سليم اللوزي.
إننا، وكثيرون مثلنا، نعارض ونناهض مواقف سليم اللوزي، ونختلف مع سليم اللوزي، ولكن مع سليم اللوزي الحي، والمعبر عن مواقفه وآرائه علناً، لأننا نفترض اننا – ومن موقع الاختلاف – نستطيع ان ندحض أي منطق لا نراه متفقاً مع مصلحة الامة وقضاياها المصيرية.
اننا مع حرية سليم اللوزي، ومن يرى رأيه وينهج نهجه، لاننا على ثقة من منطقنا، ولاننا اكيدون ان نهج هؤلاء مخالف لمنطق التاريخ ومعاكس لحركة التيار الاساسي للأمة.
إن التغلب على سليم اللوزي الحي وبسلاح المنطق والحجة والرأي النابع من المصلحة القومية، والمعبر عنها، هو تغلب على خط سياسي بل مدرسة سياسية كاملة، موجودة ورائحة في لبنان، كما في سائر الأقطار العربية، أما قتل سليم اللوزي لاسكاته فهو طعنة لنا نحن خصومه، قبل أن تكون ضربة لما يمثل في لبنان وفي سائر الأقطار العربية.
لقد أخطأ سليم اللوزي كثيراً، في تقديرنا، وتقدير أقرب المقربين إليه، لكن الذين قتلوه، ارتكبوا خطأ أدهى وأخطر: لقد حولوا سليم اللوزي من متهم بالخروج على رأي الأكثرية إلى قضية لا يجوز السكوت عنها.
ولا شيء يروج للرأي الخاطئ أو حتى المضلل، أو المنحرف، أكثر من القمع والرد على الكلمة بالرصاص.