لم يفاجأ الذين يعرفون أمين الجميل عن قرب بحركته المسرحية الأخيرة، أي “القفزة” المباغتة إلى القاهرة تحت عنوان “جولة عربية” شملت دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة البحرين (؟!).
لا هم فوجئوا بالتوقيت، ولا عقدت ألسنتهم الدهشة وهم يستقرنون النتائج المحتملة،
فعارفو الرجل “المدهش” يقولون إنه كان ينوي الإقدام على مثل هذه الخطوة واختراق المحظور من قبل، ثم نصح بتأخيرها واختيار اللحظة المناسبة لهذه الخبطة، الدراماتيكية فكان أن أرجأها حتى تم “انتخاب” حسني مبارك لولاية جديدة،
يدخل في اختيار اللحظة، أيضاً، إنها تجيء غداة مغادرة “الوسيط الأميركي” ريتشارد مورفي المنطقة بعد زيارة لكل من سوريا ولبنان، وليس في الأفق ما يشير إلى إحرازه النجاح الذي يريده أمين الجميل ليهدأ فوق كرسيه ويرتاح إلى مستقبله المضمون!!!
…. وإنها تجيء عشية انعقاد القمة العربية الطارئة التي تكاد تتفرد بأنها “قمة بلا موضوع” وإن انعقادها بحد ذاته هو الهدف، إذ من الصعب تصور وصولها إلى أية نتائج، إن لم يكن ذلك الوصول مستحيلاً.
برغم ذلك لا بأس من “التسلي” باستعراض ظروف هذه الزيارة ونتائجها المحتملة، ودائماً في سياق الأسلوب الفريد الذي تميز به أمين الجميل في الحركة وممارسة اللعبة السياسية من موقعه على رأس السلطة.
** ولنبدأ بالشكل، أو بالأسلوب:
يقول بعض “الخبراء” في شخصية أمين الجميل إن الرجل مهووس بالصراعات والعمليات “التلفزيونية”، واهتمامه بمفاجأة الناس وفرض نفسه عليهم “كموضوع أول” أكثر بما لا يقاس من اهتمامه بالمردود الفعلي، المردود السياسي المحدد والملموس، لقفزاته ومباغتاته التي لا تنتهي!
“إنه يهتم بصياغة العنوان في الجريدة ، بالصورة في التلفزيون، بموقعه في سياق الأخبار، ولا يعنيه ماذا تقول الأخبار وماذا تحت العنوان…”.
** وفي الأسلوب أيضاً:
يؤمن أمين الجميل بضرورة توفير البدائل وتأمين أكثر من خط وفتح العديد من القنوات في وقت واحد، وهو يعتمد ما ينجح منها ويهمل ما عداه بل وقد ينكر “أبوته” للتصرفات أو الرسائل الأخرى ويحمل مسؤوليتها لمستشاريه أو مساعديه “الأغبياء” الذين لم يفهموا قصده أو تجاوزوا ما كلفهم به.
** وفي الأسلوب أيضاً:
ينطلق أمين الجميل دائماً من اعتبار نفسه مركز الدائرة، فهو – للحليف كما للخصم – أهم من النظام ومن الكيان ومن المنطقة برمتها…” فالرئيس الأميركي ريغان يعاملني كابنه تماماً” والرئيس الفرنسي ميتران “جعل العلاقة معي شرطاً لعلاقة سوية بين باريس ودمشق”، ورئيس الاتحاد السويسري أوبير “صديقي الشخصي لم يترك زائراً رسمياً لبرن إلا وطرح قضيتي معه”.
(ملحوظة على الهامش: اعتذر أوبير عن عدم ترشيح نفسه لولاية جديدة بعد 48 ساعة من مغادرة الجميل سويسرا في زيارته الأخيرة لها الشهر ا لماضي).
ولعل أطرف ما ينقل عن الرئيس الجميل في مجال تبرير انهيار العلاقة بينه وبين دمشق، قوله: “لقد أحرج الرئيس حافظ الأسد، إذ وجد أن عليه أن يختار بيني وبين نائبه عبد الحليم خدام، فكان أن اختار نائبه، وأنا أتفهم موقفه هذا ولا أريد أن أكون سبباً في تصديع نظامه”!!
** وفي الأسلوب أيضاً:
يقول عارفو أمين الجميل إن مثله الأعلى في السياسة هو مزيج مركب من شخصيتي كميل شمعون وياسر عرفات مع قليل من أنبيه بيار الجميل،
فهو يطمح إلى أن يلعب لبنانياً دور كميل شمعون، ويرشح نفسه لأن يكون “الفتى الأغر” في نسخة منقحة ومزيدة، مع إفادة غنية من تجارب العمل السياسي الفلسطيني كما جسدها “أبو عمار” بأسلوبه المتميز والذي سارت بذكره الركبان في دنيا العرب الواسعة.
وأمين الجميل، في أي حال، حاول أن يقدم نفسه – ومنذ ما قبل الحرب الأهلية وخلالها وصولاً إلى أيام الحصار الإسرائيلي لبيروت – على إنه “العربي” في الكتائب المسيحية – الغربية، و”الفلسطيني” في مواجهة الاندفاعة المغامرة نحو التحالف مع العدو الإسرائيلي، و”المعتدل” وسط حشد من المتطرفين المعادين للصيغة اللبنانية التي كان شقيقه الراحل بشير يسميها “المدموزيل فريدة”.
وهو في الحكم قد اقتبس الكثير من “أساليب” كميل شمعون، المعروفة، فجعل لنفسه نصيباً أو سهماً في كل مشروع أو إجراء أو معاملة.
كذلك فهو مثل كميل شمعون لم تمنعه اهتماماته الدولية والعربية و(المالية) من متابعة تفاصيل التفاصيل في الحرتقات المحلية والتقيد بمنطق سياسة المختار والناطور الشهيرة، من هنا ظلت بكفيا في نظره أهم من بيروت، والمتن أهم من لبنان، ورئاسة الكتائب أهم من رئاسة الجمهورية والحزب – كارث ممكن – أهم من الشعب غير المضمون الولاء،
ومن الطبيعي أن ينتهي به الأمر إلى اختيار طريقة خروج كميل شمعون من السلطة، طالما يتعذر عليه ضمان احتكارها واستمراره فيها.
لقد بطل أن يكون رئيس الجمهورية، وأن يعيش حالة “الرئيس” وهمومه منذ فترة بعيدة، فليكن إذن رئيس الموارنة وزعيمهم ورجلهم الأول، والتطرف والمزايدة على المتطرفين والمباغتة الدائمة للخصم أو الخصوم أسلحة فعالة في معركة كهذه.
إنه الآن أشد عنواً في “اللبنانية” بمعناها الكياني الانعزالي الطائفي من غلاة المتطرفين في “القوات”، وهو من هذا الموقع يحالف “الفلسطيني” نكاية بـ “السوري”، ويحاول أن يستقوي بالمصري على المسلمين في لبنان، وبالأميركي على المسيحيين، وبالإسرائيلي على العرب (وأحياناً يدفعه الوهم إلى افتراض إمكان الاستقواء بالإسرائيلي على الأميركي ذاته).
بل هو يحاول أن ينسج شبكة تحالفات خرافية يجتمع فيها كل الأضداد: يغازل بغداد ويبعث برسائل ظاهرة الود إلى الإيرانيين، يزور الجزائر ثم يرسل إلى المغرب من يؤكد للملك فيه عمق صداقته وإعجابه بذكائه، يرسل مشروعاً مع وسيط سعودي إلى دمشق ثم يتحدث عن المشروع بوصفه سعودياً له أن يرفضه أو يقبله في ضوء جواب دمشق، يوسط الأميركي لدى السوري بينما هو قد حزم حقائبه ليطير فيحط في كمب ديفيد، ولولا السهو لكان طير برقية إلى العقيد معمر القذافي يحييه فيها على موقفه الصلب في مواجهة العدوان الإمبريالي الذي ينطلق من تشاد ضد الجماهيرية!!
ومن قبل أقدم أمين الجميل على خطوة خارجة على المألوف : وسط الأميركي بينه وبين العدو الإسرائيلي (في التمهيد لاتفاق 17 أيار)، ثم بعث من وراء ظهر الأميركي يفاوض الإسرائيلي مباشرة، فكان أن تبنى الأميركي وثيقة شارون الشهيرة التي عقدها الموفد الشخصي لأمين الجميل مع وزير الاجتياح الإسرائيلي، وكان على لبنان أن يدفع غالياً ثمن شطارة رئيسه الذي كان يرى نفسه بطلاً لمغامرة الإنقاذ ومجسد الإجماع الوطني بدليل وقائع جلسة انتخابه خلفاً لأخيه المنسوف.
وشهيرة ادعاءات أمين الجميل، بينما هو يهم بتوقيع اتفاق العار إياه، بأن “العرب كلهم معي… ملوكهم أبلغوني إنهم يرون الخير في ما اختاره، ورؤساؤهم طلبوا مني أن أمضي قدماً وإلا اهتم بمعارضة السوريين لأن الأميركيين سيعالجونهم في النهاية”!!
وشهيرة هي عباراته “المفحمة” لمن كان يناقشه في هذه الادعاءات محاولاً إفهامه إن الكلام المجامل للملوك خاصة لا يعني بالضرورة الموافقة، وإن الموافقة ذاتها لو تمت لا تعفي من المحاسبة وإنه عند المحاسبة سيتكر وحيداً بل وسيرذل لأنه خرج على الإجماع العربي… كان يهتف بمحاوره: “ألا تصدقني إنهم معي؟! من تريده شاهداً؟! هل أطلق الآن الشاذلي بن جديد لتسمع فتقتنع إنه معي لا معك”؟!
هذا عن الأسلوب، فماذا تعني في السياسة رحلة الأربع ساعات إلى القاهرة وماذا يمكن أن يترتب عليها من نتائج؟!
أولاً – غني عن البيان إن مصر حسني مبارك تبحث عمن يعطيها لا عمن يأخذ منها… فهي أصلاً لا تملك ما تعطيه، بل إنها ، في أحسن الحالات، تكتفي بأن يكون أمرها موضع جدل فهذا أفضل وأرحم من أن تكون هدفاً للهجمات جميعاً من عن يسارها ومن عن اليمين.
ثانياً – مفيدة زيارة مصر حسني مبارك لتأكيد الخصومة المطلقة مع سوريا حافظ الأسد، لكن مثل هذا “الرصيد” لا ينفع لا في الحرب ولا في السلم، فليس عن طريق القاهرة هذه الأيام يمكن الوصول إلى دمشق، ولا عن طريق المناقصة في العروبة تزيد شعبية أمين الجميل بين العرب (واستطراداً بين المسلمين في لبنان، هذا إذا كان جائزاً استثناء المسيحيين).
حتى المعترض على بعض جوانب السياسة السورية في لبنان، وفي المنطقة، لا يرى في مصر حسني مبارك البديل الصالح أو المؤهل، وليس بالاتكاء على حكم مهزوز وعاجز عن مواجهة مشاكله في الداخل يمكن تحسين الموقع التفاوضي مع دمشق التي تشكل الآن – في عين محبها كما في عين المختلف معها – حجر الرحى في سياسات المنطقة من المحيط إلى الخليج… وأساساً في الخليج الملتهب.
ثالثاً – كثيراً ما ردد الرئيس الجميل أمام بعض خلصائه في الفترة الأخيرة: “ليست أنا المعزول عربياً، بل إن دمشق هي المعزولة”… ولأنه يكتفي بالحركة والصرعة والاعلان فهو يرى أن مجرد استقباله في الجزائر ثم في الإمارات والبحرين (ناهيك بمصر) يثبت إنه غير معزول، ويعطيه المبرر للقول إن هذه الدول معه “ضد” سوريا، أو على الأقل، إنها مستعدة لأن تكون في موقع النصير أو المتفهم أو حتى الوسيط.
ومؤكد إن حرج رجل كالشيخ زايد بن سلطان كان عظيماً وهو يستقبل ضيفه الآتي إليه بأثقال مروره على كمب ديفيد ليطلب إليه التوسط مع “سوريا الصمود والتصدي” ورافعة شعار “التوازن الاستراتيجي” مع العدو الإسرائيلي.
هذا إذا ما تجاوزنا حقائق واضحة منها:
أ – إن مؤتمر القمة ما كان ليمكن عقده لولا موافقة سوريا على حضوره،
ب – إن سوريا قد فرضت تصحيح الهدف من القمة، فجعلت الصراع العربي – الإسرائيلي هو البند الأول، وقبل حرب الخليج، وهذا ما يجب أن يكون.
ج – إن أقطار الخليج جميعاً من السعودية وحتى قطر، إضافة إلى الإمارات والكويت والبحرين هي الآن أكثر ما تكون حرصاً على استرضاء سوريا والإفادة من نفوذها لدى إيران لحصر نيران حرب الخليج في دائرة الجبهة المفتوحة منذ سبع سنوات، ومنع امتدادها لتشمل ما بعد العراق وحوله في الخليج وشبه الجزيرة.
ثم، هل من الضروري التذكير بالتجربة البائسة لياسر عرفات الذي غلب خصومته مع سوريا ونظامها على مصلحة شعبه وقضيته، فاختار أن يذهب إلى القاهرة وفيها كمب ديفيد بدلاً من دمشق لينتهي مفاوضاً غير مطلوب من أحد يعرض نفسه على الأميركي، على الغرب، وحتى على الإسرائيلي فلا يجد من يجلس إلى الجهة الأخرى من الطاولة.
هذا مع التنويه بأن ياسر عرفات أهم مليون مرة من أمين الجميلن وقضية فلسطين قضية عالمية لها جمهورها العريض وتأثيراتها غير المحدودة على العرب والمسلمين والمجتمع الدولي بأسره، في حين إن الرئيس اللبناني يكاد يكون – إذا ما استثنينا شخصه – بلا قضية، وفي أي حال فإن مستقبله لا يعني أحداً، والحديث عن لبنان ما بعد أمين الجميل هو السائد الآن في مختلف العواصم وعلى مختلف المستويات!!
رابعاً – لن تزيد حركة أمين الجميل هذه من قيمته في قمة عمان، فموضوع لبنان كله ليس أساسياً هناك، فكيف إذا ما طرح كقضية خلافية؟!
إن الطعن “بمشروعية” تمثيل الجميل في القمة، قد سبقه إلى عمان، وهي قد أخذت بهذا الطعن، وإلا فما معنى توجيه الدعوة إلى الرئيس سليم الحص وحده من دون سائر رؤساء الحكومات العربية؟!
أليست تلك إشارة عربية واضحة إلى أن أمين الجميل لا يمثل لبنان كله واللبنانيين جميعاً؟!
أفليست جولة أمين الجميل “العربية” تنتهي، من حيث لا يقصد، إلى التأكيد على الانقسام اللبناني؟!
فهو يذهب إلى العواصم (ثم إلى القمة) وحيداً، من دون رئيس حكومته، ومن دون وزير خارجيته، وإجمالاً يذهب كفريق ويطرح مشكلته كفريق.
وما من شك بأن الرئيس الجزائري، بالأمس، وكذا الشيخ زايد من سلطان آل نهيان وأمير البحرين، اليوم، وحتى الرئيس المصري حسني مبارك، قد سألوا الرئيس الجميل عمن قتل رئيس “حكومة الوحدة الوطنية” رشيد كرامي، وعما انتهى إليه التحقيق وعن العقاب الذي سيوقع بالجناة… المجهولين إلى حد إن الجميع يعرفهم واحداً واحداً وبالاسم، أو يعرف على الأقل هويتهم السياسية وطبيعة ارتباطاتهم.
بل إن ثمة من يؤكد إن المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم الجميل، بدءاً بشولتس وانتهاء بمورفي، قد استوضحوا أمين الجميل عن التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ونصحوه بأن يكون الكشف عن الجناة مقدمة لأية “مبادرة” ينوي إطلاقها.
في ضوء هذا كله يستبعد أن تكون زيارة حسني مبارك قد تمت بنصيحة أو بتحريض من مورفي، بل لعل الخطوة قد أحرجت واشنطن كما أحرجت العديد من المسؤولين العرب، وبالذات أولئك الذين زارهم أمين الجميل.
فحين “يلتقي المتعوس مع خايب الرجاء” لا يكون ثمة ربح، بل تكون الخسارة مشتركة، وإن كان نصيب حسني مبارك في هذا المجال هو الأقل، فهو الغريق لا يخشى من البلل، أما أمين الجميل فليته خفف عن نفسه وعنا هذا العبء الجديد،
ومن الواجب أن يصارح أحد ما أمين الجميل بأنه لا يصلح لأن يكون قطباً في محور عربي، معاد لسوريا ومن معها من العرب،
حتى ياسر عرفات بكل وهج القضية التي يمثل لم يستطع أن يكون هو القطب، وحاول أن ينتمي إلى محور قائم فعلاً يضم خصوم دمشق الظاهرين والمستترين من العرب، وبرغم ذلك لم يجن إلا الخسارة والمزيد من الخسارة.
حتى كميل شمعون لم يتنطح لقيادة محور معاد لعبد الناصر، بل هو انضم متأخراً إلى محور قائم أصلاً يضم جميع أصدقائه من جماعة الغرب (البريطاني ثم الأميركي) في المنطقة،
وبرغم ذلك فعندما حانت ساعة “الصفقة” أو التوافق السياسي لم يحسب الغرب الأميركي كبير حساب لكميل شمعون الذي أسدى لواشنطن خدمة لا تقدر بثمن حين أعارها توقيعه لتبرير نزول قوات الأسطول الأميركي على الساحل اللبناني حماية للحكام العرب المهتزة عروشهم بفعل زلزال ثورة 14 تموز في العراق الذي جاء معززاً للنصر القومي العظيم: إقامة دولة الوحدة (1958).
وسنتجاوز المقارنة بين شخص كميل شمعون والظروف العربية السائدة آنذاك وشخص أمين الجميل والظروف الراهنة، فالمقارنة في غير مصلحة الرئيس اللبناني الوحيد الذي أخذ عن الرؤساء العرب أسوأ ما ابتكروه من أساليب الحكم وصولاً على ألقاب العزة وأسماء الله الحسنى واحتكار الأهلية للقيادة.
إلى أين، بعد القاهرة؟!
إلى أين قبل عمان؟!
وما هو “الأرنب” التالي الذي سيخرجه أمين الجميل من جعبته؟!
لسنا ندري هل كسب أمين الجميل من جولته هذه أم خسر، ولكننا على ثقة إن لبنان قد خسر المزيد مما تبقى من رصيده ومن احتمالات الاهتمام بأوضاع شعبه ومن ثم بمستقبلنا ومصيرنا.
إن أمين الجميل يسحب باستمرار “على الأحمر”، ولبنان، لبنان الدولة والشعب ومشروع الوطن، هو الذي سيطالب بأن يدفع الدين مع الفائدة،
فهل يفرض علينا أبداً أن نعيش حروب آل الجميل، وأمين الجميل، خاصة، حرب وصولهم إلى السلطة، وحروب بقائهم فيها، ثم حرب خروجهم منها؟!
وهل ينفع هذا المسيحيين، إذا ما سلمنا بأن أمين الجميل يمشي على حد السيف ويقبض بيديه على الجمر ويخترق الحاجز النفسي طلباً لزعامتهم وقيادتهم بديلاً لكل الراحلين من كميل شمعون إلى بيار الجميل إلى بشير الجميل فإلى حزب الكتائب و”الجبهة اللبنانية” و”القوات” التي يقودها رجل محكوم بالإعدام إلى مصيره الشخصي البائس بسرعة الصاروخ؟!
إلى أين؟!
ذلك حديث الأحزان والجرح المفتوح، ولنا إليه عودة، فإلى غد.