اليوم أنهى سنته الثامنة والخمسين
وأطل على عصر جديد من الأحزان اليعقوبية: عظيماً، كالمعتاد، مهاباً، شامخ الجبين ثابت الجنان، راسخ الإيمان بأمته
وبرغم سنوات الغياب فالصورة هي الصورة في عدن كما في دمشق، في بيروت كما في القاهرة، في بنغازي كما في الخرطوم والدار البيضاء حيث يعرفون به الأحياء والشوارع والرجال: هنا توقف، هذا السعيد الحظ صافحه وذاك رآه وحياه، من هنا عبر، وهناك غمرته ملايين شعبه بزنودهم وقلوبهم والابتسامات، فكبرت به وكبر بها حتى تجاوز الأسطورة إلى الحقيقة.
جمال عبد الناصر: لشد ما افتقدناك أيام المحنة، في كل أرض عربية، وفي لبنان على وجه الخصوص، حتى إننا نسينا واقع موتك فاتهمناك بالتقصير والتخلي عن البلد الذي أحبك بعنف وأحببته بفهم عميق
… وهي ساعة للعمل، وليست ساعة للحزن، وبهذا المعنى فنحن نفهم ذكراك دعوة للصمود: في وجه التحدي الصهيوني.
في وجه المؤامرات التي تستهدف الوحدة الداخلية لكل قطر عربي، كما تستهدف التوجهات الوحدوية في الوطن العربي الكبير وطموحه المشروع إلى غد أفضل.
عبد الناصر: أرشدتنا وعلمتنا كيف يكون الخروج من شرنقة الظلم والظلام إلى فجر الحرية والوحدة وعدالة التقدم. وها هي الأيام تتوالى علينا مؤكدة مقولتك الخالدة: ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الذل واستعباد.
وها هي رؤوسنا مرفوعة، بعد، لا يطالها اليأس.
وسنكمل المشوار.