الحمدلله!
الآن اطمأنت قلوب الناس إلى أن السيد كميل نمر شمعون لن ينتحر بسبب فشل السيد صائب سلام، خدنه وصديقه المنتقى، في تشكيل “حكومة الكيف ما كان” العتيدة.
… أما الناس فينتظمون طوابير أمام صخرة الروشة قاصدين الانتحار تعبيراً عن يأسهم من هذه الأيام السوداء التي يعجز فيها قائد همام مثل “أبي تمام” عن إنجاز مهمة تافهة وبسيطة كتشكيل وزارة في لبنان الأصغر من مدينة من مدن العالم المنظورة!
وماذا أمام الناس غير الانتحار، وهم يرون المنقذ عاجزاً، والوسيط يائساً، والشيخ بيار صامتاً، والعميد حائراً، والأفندي ضالعاً بين الرغبة والطموح والهوى وشهوة المستزهدين!
فلا التظاهرات قامت تملأ الساح هتافاً: ما بيصائب إلا صائب ،
ولا الدواليب أحرقت في الطرقات لتعلن بسواد دخانها القاتل “الحزن الوطني”، ومعه الاستنكار والشجب للمخربين والهدامين الذين سرقوا الكرسي من صائب بيك، برغم إنها حقه الشرعي المطلق؟
… ومن إذن سيحل مشاكل البلاد والعباد، غير هؤلاء السادة الأماجد الأكارم الواردة أسماؤهم أعلاه؟
من سيوفر الأمن المفقود… بسبب أزلامهم وأنصارهم بالدرجة الأولى؟
ومن سيخفض الأسعار المجنونة التي تلتهم أرزاق الناس وعرقهم غير هؤلاء بوصفهم أتباع “أولئك” القادرين على التحكم بالأسعار… والأعمار؟
ومن سيوفر العلم لكل طالب، غير هؤلاء الأفاضل الذين يحسون بوطأة المأساة لأن أبناءهم عجزوا عن دفع الأقساط وأثمان الكتب فبقوا بلا مدارس ولا علم؟!
ومن سيحصن لبنان بوجه العدو الإسرائيلي غير هؤلاء الذين أغنونا من الكروتال والميراج والرادار والصواريخ بخطبهم وتصريحاتهم ومباذلهم التي تقض مضاجع إسرائيل وتدمرها تدميراً؟!
من للبنان غير هؤلاء من أبناء البيوتات المفتوحة والأرصدة المفتوحة الذين توارثوا المجد والسؤدد كابراً عن كابر، تاركين للمواطنين أن يتوارثوا الفقر والنكد والطائفية والعوز صاغراً عن صاغر؟!
ويا أيها الأقطاب المبجلون: لا تنتحروا، فداكم لبنان… سهله والجبل الملء عين الزمن!
خصوصاً لبنان البلاد وزارة!