ستبقى بيروت بيروت،
وسيبقى ناسها وأهلها ناسها وأهلها،
وستبقى طرابلس طرابلس،
وسيبقى ناسها وأهلها ناسها وأهلها،
حتى لو سقطت على كل بيت قذيفة،
حتى لو التهم الرصاص الأطفال والعجائز والآباء الباحثين عن خبز للصغار.
حتى لو انتثرت لحوم الفنانين والموهوبين فوق كل طريق، وعلى كل جدار، لترسم اللوحة الأخلد لحب الوطن ولإرادة الحياة وللإصرار على الصمود في وجه أعداء الفن، أعداء الحب، أعداء الوطن، أعداء الحياة.
وسيبقى لبنان واحداً موحداً، عربي الانتماء، عربي المصير، مهما بهظت ضريبة الدم المطلوب دفعها لمنع شطره ومن ثم تحويله إلى إسرائيل أخرى.
نقولها بفم الجراح، بصراخ الأطفال، ونقولها أعلى بهدير الرجال، بأهازيج فتية المستقبل وهم يندفعون عبر الشوارع والميادين ليقيموا – بأجسادهم – سداً في وجه المؤامرة.
لقد أرادوها حرباً لتقسيم لبنان، واعملوا فيه خناجرهم ونيران الفتنة.
ولكننا سنجعلها، بالإرادة والتصميم والسلاح، حرباً من أجل تكريس وحدة لبنان، ومن أجل أن نحوله من شقة مفروشة برسم الإيجار لكل قادر على الدفع إلى وطن حقيقي لبنيه كافة.
إن لبنان المهجن، اللامنتمي، المتفرنج، السمسار، الدكنجي والفندقجي والسواق والخدمتجي، يسير بقدمه نحو نهايته المحتومة، موسعاً الطريق للبنان الجديد، لبنان الواحد الموحد أرضاً وشعباً وإرادة بقاء.
إن المذابح المنظمة ضد الأبرياء والعزل وأبناء حزام البؤس لن تفعل أكثر من الهاب الغضب المقدس، وأكثر من زج حشود جديدة وجماهير أعرض في المعركة الكبرى من أجل توحيد لبنان.
ونحن نعرف إن الدم المطلوب لهذه المعركة أكثر مما أريق حتى اليوم، ولكننا سندفعه، وسنسقط لبنان التسويات والمصالحات العشائرية والمساومات المستمرة على حريته واستقلاله ووحدة أراضيه مع المستعمر ومع العدو الإسرائيلي.
إن لبنان سيبقى. إن لبنان سيتوحد.
وإننا فيه لباقون.