فليطمئن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة،
وليهدأ روع الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أمير الشارقة المنضوية تحت لواء الاتحاد،
وليهنأ بالاً، ولينم ملء جفونه، كل “مواطن” على امتداد الساحل العربي للخليج، من البصرة إلى سلطنة عمان،
لقد فرغت “الشقيقة الكبرى” من استكمال العدة لحماية المنطقة بكاملها، جوأً وبحراً، ساحلاً وداخلاً، وها قد أبرم عقد الصفقة – المعجزة: 72 طائرة أميركية مقاتلة، مطاردة، من طراز “أف – 15” التي ترتجف لهديرها أفئدة الشجعان!
المال، كل المال، ولا العار… وها هي “الشقيقة الكبرىط تفتدي الجميع بمالها، فما كان لها بهذه الطائرات حاجة لولا “الأخوة الصغار” في الخليج!
لكن إيران لم تتأثر كثيراً بهذه التطمينات الملكية بدليل أنها أقدمت على غزو جزيرة “أبو موسى” مجدداً وطردت من تبقى من أهلها فيها،بينما الرئيس الأميركي جورج بوش يزف إلى شعبه الخبر الطيب عن قرب انفراج أزمته الاقتصادية بالمليارات الخمسة التي قدمتها – أيضاً – الصديقة الوفية: المملكة العربية السعودية!
أليس لافتاً أن تكون هذه الطائرات “فالاً طيباً” للأميركي والإيراني، بينما المقصود بها تطمين الخائفين على مصيرهم من الأول وعلى أرضهم من الثاني؟!
ثم، أليس لافتاً أن يعتبر الإسرائيلي شيمون بيريز هذه الطائرات عامل تشجيع لمملكة الذهب الأسود على التقدم في اتجاه الصلح، نافياً أن تكون مصدر قلق أو عنصراً مؤثراً على التفوق الإسرائيلي المطلق على العرب مجتمعين؟!
وأخيراً، أليس لافتاً أن “تنضم” هذه الطائرات إلى الأسطول الملكي السعودي بينما أرض الله الحرام مباحة للأجنبي، بقواته البرية والبحرية والجوية، التي تتخذ منها منطلقاً لتنفيذ خطتها في تقسيم الأمة العربية وتمزيقها عبر العراق… ودائماً بذريعة تأديب حاكمه، المستقر سعيداً في بغداد؟!
لمن إذن هذا السلاح الذي لا يردع إيران عن احتلال أرض عربية، ولا يقلق إسرائيل، ويوافق على إعطائه الكونغرس الأميركي (ميدان النفوذ الصهيوني) بغير شروط، ولا يتحفظ على الصفقة كلينتون ولو من باب المزايدة على بوش؟!
الطريف أن هذه “الصفقة” تتم بعد أيام قليلة من “إفراج” الرئيس الأميركي عن ضمانات القروض (المليارات العشرة) التي ستقدم لإسرائيل كي توطن اليهود الجدد المستقدمين من شتى أنحاء الدنيا، فوق الأرض العربية في فلسطين وعلى حساب أصحابها المدفوعين إلى الشتات!
فالأزمات التي تصدع الاقتصاد الأميركي وتخلخل المجتمع الأميركي لم تمنع الرئيس الأميركي من تقديم ضمانات قروض بعشرة مليارات دولار لتطوير الكيان الصهيوني وتفريج أزماته الاجتماعية.
.. في حين أبت الشهادة العربية أن يتقاعس أهل النخوة في صحراء الذهب عن نجدة أصدقائهم “المزنوقين”، وهكذا اندفعت “الشقيقة الكبرى” تقدم خمسة مليارات من الدولارات، برغم أنها أضاعت كل أرصدتها ومدخراتها في “عاصفة الصحراء” التي لم يهدأ أوارها بعد!
لكن المال يهمون أمام المجد: أفلا تحمل الطائرات الجديدة الحرف الأول من اسم صاحب الفضل على أعظم إمبراطورية عرفها التاريخ؟!
“اف” أي “ف” بالعربية الفصحى،
أما من ينطقها “أف” فإلى جهنم وبئس المصير!