المقاومة الفلسطينية في أي بلد عربي هي “بعض” العرب من أبنائه،
إلا في لبنان فهي “كل” العرب، خصوصاً وإن الذين يفتعلون ويقودون ويؤججون الصدام معها هم – بالتحديد – أولئك الذين يجاهرون بالعداء للعروبة وللعرب،
وها هو المثل في مذبحة عين الرمانة وما تلاها صريحاً إلى حد الجرح: فالكتائب التي تصدت وقاتلت ضد المقاومة الفلسطينية هي القوة السياسية اللبنانية الأكثر صراحة في التنكر لانتماء لبنان العربي، وهي الأكثر إلحاحاً على نفي “تهمة” العروبة عن شعب لبنان، أو بعضه، أو عن الكتائبيين ومناصريهم على أقل تعديل.
لهذا يصبح صدام الكتائب مع المقاومة صداماً مع كل العرب من المحيط إلى الخليج… وهي لا تموه ولا تتعب لنفي هذه الواقعة، فصحيفة “العمل” بما تنشره تشمل “ببركاتها” العرب جميعاً،
كذلك فما من “سوري” أو “مصري” أو “عراقي” ناهيك “بالليبي” – وهو قناص خطير!! – أمكن له أن يمر بسلام في منطقة يقيم الكتائبيون حاجزاً فيها. وأجساد العشرات بل المئات من الأخوة العرب العاملين في لبنان أو القادمين للاستجمام فيه تشهد بطبيعة عاطفة الكتائبيين تجاه العرب والعروبة والانتماء العربي.
والمنشورات، والبرقيات، والكتابات والمقالات الكتائبية حافلة بنعوت للعرب لم تقلها فيهم إسرائيل فهم “الأغراب الهمج” وهم “الغرباء المتوحشون” وهم “أصحاب الوجوه السوداء” الخ!
ولقد ضيعت الكتائب حتى مقاييسها السياسية التقليدية، فالكل عرب، وهم بهذا المعنى كلهم يسار حتى لو كانوا من بطانة هذا الملك أو ذاك الشيخ النفطي الطويل العمر.
لهذا كله فلا بد من إدانة عربية شاملة لهذه المؤسسة المنتمية بكفرها وبنهجها وبممارساتها إلى الماضين وإلى أظلم فترات الماضي،
ولا أقل من أن يعامل العرب – كل العرب – الكتائبيين المعاملة القادرة على ردعهم عن غيهم، وعلى تنبيههم إلى واقعهم الذي يجاهدون لطمسه وإنكاره، بأي شكل.
إن الكتائبيين، كمواطنين من لبنان، هم أخوة لنا. أخوة في الوطن وفي الانتماء العربي. أخوة حتى لو ضللوا فضاعوا أو ضيعوا أو وصل بهم التعصب حد الرفض الواعي للعرب والعروبة.
لكن الكتائب كمؤسسة ، وكفكر رجعي معاد لكل من وما هو عربي، يجب أن تحاصر حتى تسقط… من أجل أن ينهض لبنان الجديد، لبنان الوطن، لبنان العربي.
ويجب أن يشترك كل العرب في إسقاط هذه المؤسسة، ففي نظرها يستوي اليميني منهم واليساري، التقدمي والرجعي، وبالطبع المسلم والمسيحي.
وغير مقبول أن تظل بعض الأطراف العربية الحاكمة على صلتها بالكتائب كمؤسسة، أو بأقطابها وقياداتها، وأن تظل تمدها بأسباب القوة التي لم ولا ولن تستخدمها إلا في ضرب العربن من لبنان كانوا أم من فلسطين أم حتى من الأقطار “المانحة” للمساعدات والمتبرعة بقواعد التدريب والمدربين والسلاح خفيفه والثقيل.
… وإذا لم يرغب “إخواننا” هؤلاء في نصرة المقاومة، ونصرتنا، ضد الكتائب، فلا أقل من أن يمتنعوا عن نصرة الكتائب ضدنا.
ولبنان الوطن، ولبنان العربي إضافة إلى العرب، بينما لبنان الكتائب والكيان عبء عليهم، كما أثبتت الأحداث على امتداد السنين.