دفعت السلطة الفلسطينية الوضع في مناطق الحكم الذاتي باتجاه صراع داخلي شامل في سعيها لإرضاء اسرائيل بتشجيع من واشنطن، فيما استؤنفت مفاوضات القاهرة حول انتخابات الحكم الذاتي بتشكيك اسرائيلي بإمكان التوصل الى اتفاق قبل مطلع تموز المقبل ما لم يثبت »عرفات قدرته على السيطرة على الاوضاع في غزة«.
شددت سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني اجراءاتها ضد المعارضة الاسلامية في قطاع غزة غداة العمليتين الانتحاريتين ضد الجنود الاسرائيليين، وواصلت حملة الاعتقالات ضد اعضاء حركتي المقاومة الاسلامية »حماس« والجهاد الاسلامي ليصل عدد المعتقلين الى حوالى 150، فيما اصدرت محكمة امن الدولة التي شكلها رئيس السلطة ياسر عرفات اول حكم لها ضد احد اعضاء الجهاد الاسلامي التي اعتبرت ان عرفات »فقد عقله«.
وقالت »حماس« ان حملة الاعتقالات تنذر بتفجير شامل للصراع في قطاع غزة.
وكانت حركة الجهاد الاسلامي وحماس قد نفذتا عمليتين انتحاريتين قرب مستوطنتي كفرداروم ونتزاريم في قطاع غزة امس الاول اسفرتا عن مقتل سبعة اسرائيليين بينهم ستة جنود واصابة اكثر من 45 بجروح.
وواصلت الشرطة الفلسطينية امس حملة الاعتقالات التي بدأتها مساء الاحد ضد عناصر ومؤيدي حماس والجهاد الاسلامي.
وقالت مصادر فلسطينية ان الشرطة اعتقلت حوالى 150 شخصù من الحركتين.
واكد المدعي العام خالد القدرة ان »عدد المعتقلين لا يقل عن مئة ولا يتجاوز ال150«. واضاف ان المعتقلين هم ممن »حرض بالقول او على استعمال العنف بأي وسيلة من الوسائل او مارس عملا تنفيذيù او شجع على العنف بغية الاضرار بالامن الفلسطيني، »لإسقاط الاتفاقية او تجميدها«.
وهددت حماس بأن »الضربات المقبلة ستكون اقوى«، فيما اكدت حركة الجهاد الاسلامي ان عملية غزة هي »رد« على تدخل اسرائيل في شؤون القطاع الداخلية.
وقال بيان الحركة ان »من الواضح ان عرفات قد فقد عقله بعد ان فقد ارادته وتحول بالفعل الى مجرد شرطي بائس يعمل لمصلحة رابين..«.
وحذر المسؤول في حماس محمود الزهار في غزة من ان عرفات بحملة الاعتقالات هذه يهدد بتفجير صراع شامل في غزة.
وقال الزهار »لن نكون البادئين بتفجير حرب اهلية، لكن هل تتوقعون الا تدافع الناس عن نفسها«.
اضاف ان عرفات »سيواجه انتفاضة شعبية«.
واستغلت السلطة الفلسطينية عمليتي غزة لتتخذ اول اجراء قضائي ضد الاسلاميين، فقد اصدرت محكمة امن الدولة التي شكلها عرفات في غزة امس اول حكم لها بالسجن لمدة 15 عامù مع النفاذ على مواطن فلسطيني من حركة الجهاد ادانته بتهمة الاخلال بالامن.
وصدر الحكم على سمير الجدي (28 عامù) وهو من سكان حي الشجاعية في غزة، وكانت الشرطة قد اعتقلته قبل شهرين ووجهت اليه تهمة استغلال اطفال بين 10 و15 عامù وتحريضهم على القيام بعمليات انتحارية.
واعلنت الاذاعة الاسرائيلية مساء امس ان عبد ا” الشامي وهو ابرز شخصية في حركة الجهاد الاسلامي في غزة سيحاكم هو وقيادي آخر في الحركة امام جلسة خاصة لمحكمة امن الدولة الفلسطينية.
في غضون ذلك، شيعت اسرائيل امس الجنود الستة الذين قتلوا في انفجاري غزة امس الاول. وقال الجيش الاسرائيلي ان جنديù سابعù توفي امس متأثرù بجروحه.
وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان الاميركية أليزا فلاتو (20 عامù) التي اصيبت في احد الانفجارين توفيت امس .
واعلن المتحدث باسم البيت الابيض مايكل ماكوري ان ثلاثة اميركيين هم بين جرحى الانفجارين .
كما ابدت وزارة الخارجية الاميركية ارتياحها لحملة الاعتقالات التي تشنها الشرطة الفلسطينية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة كريستين شيلي »نأمل دائمù ان تتخذ السلطة الفلسطينية مثل هذا الاجراء الملموس ضد الخاضعين لولايتها الذين يسعون الى القضاء على عملية السلام عن طريق العنف والارهاب«.
مفاوضات القاهرة
استؤنفت في القاهرة، أمس، المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية حول انتخابات مجلس الحكم الذاتي.
وبدأت المفاوضات باجتماع ثنائي ضم رئيسي الوفدين الاسرائيلي يوئيل زينغر والفلسطيني صائب عريقات.
وستستمر المفاوضات حتى مساء اليوم.
وكان زينغر قد دعا الفلسطينيين قبل المفاوضات الى الاختيار بين »الارهاب والتنمية الاقتصادية«.
حذر وزير الخارجية الاسرائيلية شمعون بيريز من أن العمليتين في غزة »تجعلان أكثر صعوبة« التوصل الى اتفاق حول توسيع الحكم الذاتي الى الضفة الغربية، قبل الأول من تموز.
وقال المتحدث باسم بيريز ايفال بالمور »سيواجه عرفات مشكلة كبيرة ما لم يثبت قدرته على السيطرة على الوضع في غزة«.
} في نيويورك ادان الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي عمليتي غزة وأثنى على إسرائيل ومنظمة التحرير »لاستئنافهما التفاوض .
} في لوكسمبورغ أدان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عمليتي غزة، ودعوا الى المضي قدما في المفاوضات .
(أ ب، رويتر، أ ف ب، أ ش أ، ي ب)