.. ويعدنا طلال سلمان بخمس وعشرين سنة جديدة؟
كأنه يعدنا برحلة صيفية، فيقول: »ليست إلا الخطوة الاولى، إنها أول خمس وعشرين سنة، فحسب«.
من أين لهذا الرجل، هذه القدرة على الاحتمال، ومن أين له هذا التصميم وتلك الارادة التي جعلته متقدما عن غيره بخمس وعشرين سنة!
لا يشبه طلال سلمان، ذلك الجندي الياباني الذي ظل يقاتل معتقدا، لخمس وعشرين سنة، أن الحرب العالمية مستمرة؛
الفرق بينهما شاسع، فطلال، لا يعتقد، بل هو على يقين بأن الحرب لم تزل مستمرة، ولكن حربه من نوع آخر.
فالجندي الياباني كان يقاتل من أجل الامبراطور، ولكن »السفير« كانت وستبقى تقاتل من أجل الوطن، من أجل الحلم ومن أجل الانسان العربي.
هكذا أرادها طلال سلمان، وهكذا خطط لها أن تبقى وستبقى.
مشى وكان يعرف وعورة المسالك، تقدم، قاتل، سقط، قام، ومن حوله كنا نتخاذل، وكان في كل مرة يقول: »مرت علينا ظروف أصعب«.
من أصعب، الى أصعب، فمتى تأتي تلك الظروف »الأسهل«؟
لعلها لا تأتي أبدا، فإن أتت سيضجر طلال وتصير الحياة أكثر تعقيدا..
تنبض »السفير« في عروقنا، وما بين الوريد والوريد، وتتفتح في عيوننا كزهور البيلسان.
تسابق أطفالنا، تنير لهم الطريق إلى الأماني، إلى الانتماء، إلى الكبرياء، ولا تغفل عنهم إذ يكبرون ولا ندري.
صوتنا، وحلمنا، كرامتنا والإباء.
أن يعدنا طلال سلمان بخمس وعشرين سنة مقبلة، ليست هي المشكلة.
فالمعجزة قد تحققت، واستمرت »السفير«، أيبخل الخالق بعد، بربع قرن جديد؟
قيصل سلمان
السفير، 3031999