آخر الصعاليك تحت التكريم
أول الليل، وبلا خيل، ومن فوق »تلة الرادار« المطلة على بحر زهر الليمون، وفي الجو المعطر بشميم نجيع الشهداء وبأنفاس العائدين من قلب الموت وهم يجاهدون ضد المحتل الاسرائيلي، احتفل العامليون بالشاعر المجبول بتراب بعلبك: طلال حيدر.
سيرتبك طلال حيدر كثيراً، وسيخرج على النص، وربما ارتجل، وربما التفت وهم يتحدثون اليه وعنه الى خلفه يبحث عن »المحتفى به«، لكنه سيحضر كلما رنت في اذنه عبارة »خيال برج الأسد«، ديوانه الأخير الذي يظل خارج التصنيف بين دواوينه.
هذا الفارس الذي ندر ان اعتلى صهوة جواد، العاشق الذي ما ان تعرفه من عشقها حتى يتركها الى غيرها ويظل يبحث في نسائه وفي مدى السهل المفتوح وعبر العواصم الغريبة وعبر جنونه عن نفسه فقلما يجدها،
لكن قلمه يجده فيكتب به الشعر ويرويه عنه.
بادية كاملة في قلب باريس، ومضرب عرب في قلب روما، وبحة ناي تسبق »الشروقي« فتزرع السهل فرحاً بخطوات النسر الراقص »ابي يحيى«،
احسبنا مع المكرمين يا آخر الشعراء الصعاليك، ايها المستوطن اسمي!
»ط. س.«