يفتح صحف الصباح فاذا اخبار كورونا والمصابين بهذا الوباء تحتل الصفحات الأولى، مع كشف بأسماء من رحل عن دنيانا بلا وداع.
يهرب من الصفحات السياسية فاذا كورونا قد ألغى المباريات الرياضية، وإذا هو اقفل المصارف والمتاجر والمطاعم والاندية والمقاهي وسائر الامكنة التي تتسع للقاء الأحبة والاصدقاء والهاربين من المتلصصين على المحبين بحسرة الوحدة، وافتقاد الرفيق المؤنس.
يشكر الله على أن الوفيات محدودة كالعادة، وينتبه إلى من تقتله هذه الجرثومة التي تكمن داخله سيشغل اهله بدفنه بأقصى سرعة، مع الاعتذار عن قبول التعازي وتظاهرات وداع الفقيد الغالي.
الموت حق، وهو يهبط علينا فجأة ومن دون انذار، ولا نستطيع أن نرفضه او نتحايل عليه او مطالبته بإعطائنا مهلة لإعداد، دنيانا لما بعد مغادرتنا. أن موعده قدري لا يقبل التأجيل او حتى الارجاء المؤقت.
لن ينفعك الخوف، كما لن يجدي في هذه الحالة المطالبة بإرجاء الموعد المحتوم.
قابل هذه الهواجس بالحب، وسلم بما لا تستطيع رفضه.
احب الناس من حولك.. أحب الفضاء بأرتال الحمام الذي يجوب السماء ليملأ فراغها بالحياة.
أحب الورد والياسمين واندفع إلى سقاية الاحواض عند الشرفة.
انسَ الخصومات والاحقاد، واسقط الحسد، وتجاوز الإثرة إلى حب الناس، ملجأك اليوم وفي كل حين .
الحياة أجمل من أن نشوهها بالغيرة والحسد، وأبهى من أن ننسى أن نعيشها.
الحب هو الحياة، وهو اقوى من أي وباء وكل وباء.
احبوا تصحوا، احبوا تسلم..
بالحب ننتصر على الاوبئة جميعاً: كورونا والجشع والكراهية والحسد والغيرة.
الحب الحياة، أحبوا تصحوا فتنتصر على الكورونا وسائر الامراض والاوبئة.