في ظل انشغال حكام العرب بمنازعاتهم العبثية وخلافاتهم التافهة، تواصل سلطات الاحتلال الاسرائيلي جهودها لتهويد القدس، أرض الأنبياء ومهبط الوحي والرسالات السماوية.
في آخر الأخبار أن أكثر من ثلاثمائة وخمسين ألف مقدسي مهددون بالطرد من مدينتهم التي كانت مدينتهم، قبل زراعة كيانهم الغاصب بالقوة المسلحة على أرض فلسطين بآلاف السنين..
إذا هربنا الى السذاجة يمكننا الادعاء أن أباطرة العرب، ملوكاً وسلاطين وأمراء ورؤساء من أهل الألقاب المتخمة أو ذات الجلالة والسمو و”طال عمرك”، لم يسمعوا بهذا الخبر.. ثم انهم يثقون بأن العدو الاسرائيلي أعقل من أن يحرجهم بمثل هذا التصرف الأخرق..
أما اذا أردنا التحدث بجد فعلينا تنبيه هؤلاء الحاكمين بغير استحقاق الى أن القدس ليست من املاكهم الخاصة وليست من محمياتهم، وان شرط استمرار أهلها فيها هو أقل القليل من حقوقهم في أرضهم وفي مقدساتهم التي حموها بوجودهم فيها على مر التاريخ..
انهم يحكمون من دون جدارة ومن دون أهلية..
ولسنا نطالبهم بتحرير فلسطين، ولا بتحرير شعوبهم من سلطاتهم الدكتاتورية الغاشمة… لكننا نطالبهم ـ ومن أجل عروشهم ـ بحماية أهل القدس في مدينتهم، القدس الشريف بمسجدها “الذي باركنا من حوله”..