أثبت فيروس كورونا، الذي لا يُرى، ولا يحس به حامله الا بعدما يستفحل أمره ويخترق الرئة والصدر متسببا بضيق في التنفس، انه “سفاح” لا يرحم من يضربه.
تهاوى الرجال كما النساء امام جبروت هذا الوباء الذي تبدى جباراً لا يردعه العمر او الجنس او الحالة الاجتماعية.
ثم انه “اممي” لا يميز بين الاجناس والعناصر، يضرب “الابيض” و”الاسمر” و”اسود البشرة”.. يخترق المحيطات والبحار والصحاري، يحمله الهواء من أدنى الارض إلى اقصاها، متنقلاً من الصين التي سَخِر منها الرئيس الاميركي دونالد ترامب فاذا بالوباء يضرب نيويورك فيحصد فيها من الضحايا أكثر مما حصد في أربع جهات الدنيا، قبل أن يكمل زحفه إلى سائر الولايات الخمسين ليفتك بالعديد من اهلها بلا رحمة.
مع ذلك لم تظهر الدول، في ما عدا تلك التي تربت شعوبها في ظلال الشيوعية، كروسيا والصين، الحد الادنى من التعاطف والتضامن مع الشعوب الأخرى في الغرب عموما، ايطاليا واسبانيا وسويسرا والسويد، وعرضت على ترامب نفسه المساعدة متغاضية عن “أنانية” الدول التي اقفلت ابوابها على شعبها، وانشغلت بذاتها عن الدنيا.
اثبتت هذه الجرثومة التي لا تُرى بالعين المجردة انها قادرة على اجتياح العالم اجمع، ومؤهلة لكشف غرور المتكبرين ومحترفي الانكار حرصاً على صورة “العظمة” التي لم تصمد امام جرثومة لا تُرى الا بعد اختراقها انحاء الجسد وتحبس انفاس من تضربه.
لقد مثلت جرثومة كورونا تحدياً خطيراً للعقل الانساني ومعارفه، لكنه قَبِل التحدي ففكَّر واجتهد ودرس وجرب حتى توصل إلى ابتداع علاج، ثم ظل يعمل على تطويره ـ بعد دراسة دقيقة لهذه الجرثومة ومكانها وحركتها داخل الجسد البشري حتى حاصرها واكتشف المزيد من خصائصها، تحولاتها، مكامنها، الظروف الانسب لنموها، وبالتالي كيفية الوصول اليها والقضاء عليها مع حرص على صحة المصاب بها والعمل على انقاذه.
الانسان هو الاقوى، وهذا ما يحفظ لنا الغد الافضل لأجيالنا الآتية.
لا مال عندك ولا عقار تورثه لأحفادك فاحفظ لهم صحتهم بالحفاظ على اسباب الحياة.