القصة بوليسية شكلاً بسيطة التفاصيل وان كانت مهينة حتى الاذلال:
سفاح بالغريزة “سادي” يستمتع بتعذيب ضحاياه دون خوف من ضميره او حتى من الآخرة ويوم الحساب، متنكر لهويته واهله ووطنه، لم يقاربه الشرف ولا هو عرف الاخوة او الاعتزاز بوطنه، متسلق مرتزق بلا أخلاق، بلا قيم، معطل الوجدان: هذا هو عامر الفاخوري.
فأما العدو فهو العدو: تتوقع منه القتل الجماعي والتدمير الشامل للمدن والقرى، للمدارس والمستشفيات والبيوت التي يلجأ اليها الناس للاحتماء بالله من الشر والأشرار قتلة الاطفال والنساء.
.. ولقد نسَّب عامر الفاخوري نفسه إلى العدو الاسرائيلي متطوعاً. من يخجل من هويته الوطنية ويذهب إلى عدوه بعقدة النقص فيه، وباستكبار العدو على حساب وطنه واهله يصبح همه الاول والاخير الانتقام من هويته وأهله والتمادي في الاعجاب بالعدو الذي لا يقهر وهو سيغتنم اول فرصة للخروج من قومه-أهله، ومن ارضه-وطنه، والهرب من ضآلة شأنه واستصغار اهلة والخجل من نسبه وتعظيم شأن العدو الجبار، المنتصر في كل المعارك والحروب على العرب اجمعين ومن معهم في هذا العالم الواسع.
إن “وطنه ” صغير عليه، فيرفضه..
..وأهله ادنى منه مستوى، ثم انهم لا يعرفون من القتال ـ الحروب الا الهزيمة،
بينما العدو جبار، أقام “دولته” بالانتصار على جميع العرب، مرة ومرتين وثلاثاً،
حالف الاقوى في الدنيا، بل لعله استخدمه لتحقيق هدفه الذي كان ينظر اليه على انه مزيج من الاسطورة والتهويمات واحلام النهار.
لقد اختار عامر الفاخوري “العدو الذي لا يهزم” على الامة التي نادراً ما عرفت الانتصار: هل تمكن المقارنة بين لبنان المهزوم مع قومه العرب وبين العدو الاسرائيلي الذي انتصر في الحروب جميعاً، ولسوف ينتصر فيها غداً ضد الاغرار والسذج والحالمين بالنصر اعتماداً على اساطيرهم في العصر الجاهلي.
ها هو عامر فاخوري يؤكد ـ بالملموس ـ أن اسرائيل اقوى من اميركا، تأتي بها إلى الميادين لتقاتل من اجلها ثم تفوز بجائزة الانتصار لوحدها.