طلال سلمان

وصلت الرسالة.. بقلم محمود حجيج

الى مطلق الرصاصات الثلاث

على غرفتي..

وصلت الرسالة، يا ليتها رسالتك.

هذه الرصاصات لم تكن دفاعاً عنك ولا هجوماً علي.

هي ضريبة ندفعها سوياً، ثلاث مرات، من اجل ان ينعم غيرنا بحياة مختلفة عن تلك التي نعيشها، انا وانت.

فأولاده ومستقبله لا يشبهون أولادنا ومستقبلنا.. كما انني متأكد أنك لم تدفع ثمن تلك الرصاصات الثلاث لأنه هناك من دفع ثمنها عنك لكنني مضطر الى تغيير زجاج الغرفة حسب سعر صرف الدولار، الذي ادفع انا واياك ثمن صرفه بينما هؤلاء الذين يسرقونني ويسرقوك ينعمون بحياة مختلفة تماماً عما نعرف. اذ اننا منهمكون سوياً بتحصيل أدنى الأجور حتى يتمكن ذلك الذي دفع ثمن الرصاصات ان يهنى بحياة أخرى.

وان لم يكن شخص، فهو بالتأكيد فكرة او حتى قضية. فحتى هذه فهي تختلف كلياً عن فكرتنا وقضيتنا. فنحن سوياً فكرة مختلفة يجب ان تتحول الى قضية محقة خالية مِن مَنْ ينصبون أنفسهم زعماء عليَّ وعليك. تصور معي يا صديقي ان نصبح أنا وأنت فكرة وقضية في وجههم. التاريخ يخبرنا انهم وأولادهم لن يصمدوا ساعات ان لم اقل دقائق.

وصلت الرسالة يا صديقي، يجب علينا ان نقف بمواجهة بعضنا حتى يعيشوا مع أبنائهم برخاء وطمأنينة. 

تخيل حماستك وانت تطلق النار علي، او على أي بيت آمن آخر، تخيل تلك الحماسة نفسها في وجه الزعيم، أي زعيم.

 وبالمناسبة هم ليسوا زعماء لولا الاعلام المرافق لهم. تخيل ان نقف أنا وأنت في وجههم. حتى الجبال ستنحني.

اطمئن.. لم تصبني تلك الرصاصات الثلاث، لكنني لست بخير. كما انت. 

فحياتي وحياتك رخيصة جداً، فنحن سوياً خارج الامل والحياة ايضاً.

فسوياً منهمكون بتحصيل الخيبات وكأن التاريخ يعيد نفسه. 

 فقد أخبرنا التاريخ أيضاً أنه قد لا يعيد نفسه ان لم نعد نحن أنفسنا.

فهذا الفيلم حضرناه سوياً، ولم يعجبنا، سوياً أيضاً. 

تذكر جيداً أننا حتى لم نكن أبطاله عند توزيع الجوائز.

وصلت الرسالة يا صديقي. 

نحن لسنا بخير، طالما هم بخير.

Exit mobile version