طلال سلمان

وداعاً حياة سلام..

لا يستأذن الموت، ولا يطرق الباب منذراً: يسقط علينا فيغرقنا في أحزاننا، لا ملجأ لنا إلا الإيمان بقدرنا وبأن الموت حق..
لن نعرف بعد اليوم أن جارتنا التي صارت بمثابة شقيقة، حياة عبد الله سلام، قد وصلت إلى منزلها في بناية ما شاء الله، من خلال زغرودة ضحكتها المجلجلة، من نبرة صوتها العالي وهي تطمئن علينا، كباراً وصغاراً، ولن نجد أمام بابنا تلك الورود الحمراء التي لا تعمّر طويلاً، ولكنها تنشر شيئاً من البهجة في عصر القتامة والدم المهدور غيلة وعراك الطوائفيين.
ولن تؤنسنا الابتسامات المهذبة لزوجها السويسري اندريه ليبيش، ولا إطلالات ابنتيها ناديا وريا في زيارات متباعدة لا تنقص من الود.
رحلت حياة عبد الله سلام بلا وداع.. وتركتنا غارقين في فجيعة الفقد.
رحمك الله أيتها المثقفة العارفة بشؤون الدنيا والتي ــــ ربما لذلك ــــ كانت تؤنسنا بضحكاتها مؤكدة عشقها للحياة.
خالص العزاء للسفير الصديق نواف سلام وعموم العائلة الكريمة.
طلال سلمان

Exit mobile version