طلال سلمان

وتعقيب..لا مجال في السياسة للبراءة..

مع موافقتي الكاملة على مجمل ما تحمله رسالة العتاب، فلا بد من لفت الدكتور ابو مراد الى ان تناولي للمؤتمر كان »سياسياً« اكثر منه دخولاً بالاعتراض او الرفض لهذا او ذاك من البنود والتوصيات.
الحرية لا تتجزأ بالقطع، ولذا فلست ارى حرية لذكر او انثى في وطن تحت الاحتلال او مستلب الروح بالهيمنة الثقافية او مصادر القرار بالهيمنة الاقتصادية السياسية.
وانني افترض ان تحرير المرأة، داخل مجتمعها، او تمكنها من ممارسة حقوقها الكاملة كانسان، لا يمكن ان يتم بتأثير »الخارج« المختلف الى حد التصادم والعداء.
كنت افترض انني كتبت محرضاً على تغيير او تطوير بل وثورة اجتماعية شاملة، وتلك مهمة لا يتبرع بانجازها لنا لا الغرب ولا الشرق، ولا هي تحقق اهدافها النبيلة ما لم نكن »نحن« قادرين ومؤهلين لصناعة مستقبل يليق بكرامة هذا الانسان الاسمر وتاريخه، وليس لحبسه داخل ماضيه او لدفعه الى معاداة التقدم والتطور والثورة باعتبارها جميعاً من نتاج »الغرب«.
لعل السياسة قد غلبت فحرفت ما قصدت اليه عن معناه،
او لعل »براءة« الدكتور ابو مراد قد غلبت فجعلته لا يرى الا الوجه الايجابي لمؤتمر بكين وتوصياته فجعلته يسقط عليها من تمنياته اكثر مما يحتمل مضمونها،
وأعترف ان الشك يغلب عندي في التعامل مع مثل هذه المؤتمرات، وليس لدوافع »ماضوية« او لحرص على تفسيرات سلفية او لاعجاب بالنص القديم.
لكنني مرة اخرى ارى اننا نحن المطالبون والمعنيون بانجاز هذه المهمة، وان الارض لا تنفصل عن ناسها، وبالتالي فحرية الناس لا تنبت خارج ارض حرة محررة قرارها لاهلها وليس للسيد الابيض.
مع التقدير والشكر
طلال سلمان

Exit mobile version