طلال سلمان

<اللعبة> واللاعبون!

في البدء كانت لعبة ، لكن اريد تحويلها إلى استثمار سياسي في ظل مناخات مكهربة بالتوتر العالي المصطنع والمركب للحساسيات الطائفية والمذهبية…
في البدء نشرت السفير وصفاً للعبة الكترونية موجودة على موقع معين. شاء مهندس اللعبة ان يكون مسرح لعبته السرايا الحكومية … وهكذا هندس خطة لاقتحام السرايا، كأنها موقع عسكري واحتلالها. وأضاف بخياله إلى السرايا نفقاً يصل بينها وبين السفارة الأميركية… الخ.
مهندس اللعبة ومطلقها في باريس… ولقد عرضتها صحافية ناشئة كموضوع طريف ومسلٍ عبر صفحات الشباب في السفير الأربعاء الماضي..
وبرغم انها لعبة فقد رأى فيها كثيرون، من داخل السفير وخارجها، ان موضوعها بتوقيته قد يثير بعض الحساسيات، وقد يقرأها البعض كموقف سياسي من طرف سياسي، وقد يقرأها آخرون بمزيد من الخبث، وفي كل الحالات قد تتحول الى لعبة رابحة للمزايدين والمناقصين المهيجين والمستفيدين من الهياج الطائفي والمذهبي… الخ.
وهكذا نشرنا في السفير أمس، الخميس، توضيحاً كانت نبرته قاسية على من اجاز النشر بحسن نية وببراءة مطلقة وكموضوع طريف… أي كلعبة!
لكن المستثمرين قدروا ان اللعبة مربحة في مجال آخر مناقض تماماً لما قصدته السفير ، فاستخدموا اللعبة في مجال المزايدة الطائفية والمذهبية، وحولوها الى قضية سياسية من الدرجة الأولى، مستغلين فائدتها في التهييج الطائفي والمذهبي.
كانت لهجة العرض لديهم تحريضية بامتياز، كأن الهجوم قد وقع فعلاً، وكاد يحقق اغراضه لولا تصديهم لفضح الخطة الجهنمية لهذا الهجوم الكاسح…
وبرغم ان السفير قد نشرت توضيحاً، وبلهجة صارمة، يؤكد انها تعاملت مع اللعبة بوصفها لعبة ، شأنها شأن الكثير من الالعاب التي تحفل بها المواقع الالكترونية، واعتذرت عن النشر، مؤكدة انها لم تقصد بأي حال، ولا هي بوارد ان تتبنى ما جاء في اللعبة…
برغم ذلك فقد تحركت النيابة العامة التمييزية واحالت على قسم المباحث الجنائية مضمون ما ورد في السفير عن لعبة على الانترنيت..
و السفير التي تؤكد، مرة أخرى، انها لم تتبن ولا هي بوارد ان تتبنى الالعاب الالكترونية في مجال التدليل عن رأيها السياسي، وهو رأي ينضح بالاعتراض على ما تعتبره خطأ في السلوك السياسي للحكومة..
تعلن مجدداً ان ما نشرته كان عرضاً للعبة الكترونية، لا أكثر ولا أقل، ومن باب الطرفة وليس من باب التعبير عن الموقف السياسي..
كما انها تعلن انها تحت القانون لا فوقه، وتلتزم بمنطوقه، وترفض مجرد اتهامها بتبني أو الترويج لأي منطق طائفي أو مذهبي، وترى في مثل ذلك المنطق خدمة مجانية لإسرائيل وللفتنة التي تخدمها كما تخدم مشروع الهيمنة الأميركية على المنطقة…
ولن تدافع السفير عن نفسها بالطلب إلى من أثاره النشر عن اللعبة فيها ان ينظر ويحكم على الطريقة التي تعامل بها آخرون مع الموضوع ذاته… فلكل منهجه في حماية الناس من شرور الطائفية والمذهبية..
ان السفير ما زالت على ايمانها باحترام القضاء والقانون، مهما تردت الاوضاع العامة ومهما اصاب المؤسسات أو فرض عليها من تشوه أو من اكراه أو من الزام بما لا تراه حقاً أو عدلاً..

Exit mobile version