غزة ـ حلمي موسى
والشمس تشرق من جديد، لا يهمها ما جرى ليلة امس وربما لا يهمها ما سيحدث اليوم. هو روتين او نظام حياة لا تخرج عنه. ربما نحن مثلها لا خيار أمامنا سوى أن نسير على نظام لا يختلف. وها نحن ننهض صباحا بعد مائة نهوض في الليل. قذيفة هنا واصوات هناك وارتعاد أركان البناء من شدة القصف.
تفتح الراديو علك تعرف على الاقل أين القصف. كل ما تخرج به هو أن الاشتباكات دائرة، وأن القصف الشديد ومن دون توقف يجري قرب مخيم الشاطىء وفي تل الهوى. وبين حين وأخر، يحدث قصف داخل المدينة، وقصف مدفعي من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، عدا عن القصف البحري المرعب. المهم قصف وقصف وقصف واشتباكات وطائرات تحوم طوال الليل.
وبعدها، ولأنك تسمع كل ذلك وتحس به تعرف وتتأكد انك لا تزال على قيد الحياة. تنهض وانت لا تعرف عدد من، في هذه الليلة، لم يكونوا محظوظين مثلك ولم يبقوا على قيد الحياة. أوعلى الأقل أنت من يعتقد أنهم لم يكونوا محظوظين. قد تكون مخطئ، قد يكونوا ارتاحوا وخرجوا من هذه الدوامة.
عموما أشرقت الشمس وصار موعد القول لكم جميعا يسعد صباحكم وانشاء الله نهارنا يكون أفضل من ليلتنا وان تحمل الشمس معها بشائر خير لشعبنا.
