طلال سلمان

هوامش

لقاء من حول «قلم فلسطين» القضية: بيان نويهض

ذهبنا يوم الجمعة الماضي إلى النادي الثقافي العربي، حارس الزمن الجميل، مزهوين بأننا سنلتقي من حول القدس وسائر فلسطين، كما من حول الفكر المضيء والدراسة ـ الوثيقة والبحث الجدي الذي يؤكد أن العروبة، وضمنها الوطنية، ليست حماسة فقط وليست مجرد فيض من الشعر وليست خطباً وبيانات في المناسبات، بل هي جهد دؤوب ومتواصل من أجل ما تؤمن به.
ذهبنا لنتلاقى من حول الدكتورة بيان نويهض، ابنة البيت المناضل، رفيقة جهاد الكاتب المميز بنفس القائد المسؤول، الراحل شفيق الحوت، تتقدمنا الأديبة المجيدة إميلي نصر الله وأمين سر المناضلين صلاح الدين الدباغ، في حين تولت الكاتبة نرمين الخنساء التقديم… وأما المناسبة فتتصل بيوم المرأة العالمي.
ولقد جاءتنا بيان نويهض قوية، حاضرة الذهن والفكر برغم اعتلال صحتها… وحين لاحظت ارتباكنا أمدّتنا بالشجاعة المطلوبة لمواجهة الموقف الصعب، مؤكدة أن الإرادة والإيمان بالقضية والإصرار على الصمود، كل ذلك سيعينها على تخطي الأزمة الصحية وسيحمي فكرها وقلمها وجهدها في خدمة الأمة والوطن باسم فلسطين التي تختصر الأوطان وقضاياها.
[ [ [
تعوّدنا أن نستورد الأعياد غير المرتبطة بالدين من الغرب عموماً ثم نعرّبها أو نلبننها مقدّمين الحضور الرسمي بكل أثقال الخطب البروتوكولية التي يكتبها الخبراء من محترفي الإنشاء للسيدات الأولى أو الثانية أو الثالثة، فيكاد يضيع المعنى من الاحتفال المحروس بقوى الأمن ظاهرة مستترة.
اليوم نكرّم من تستحق، بشخصها، بقلمها، بنضالها، بجهدها الدراسي المميّز.
نكرّم ابنة الجغرافيا المقدّسة والتاريخ النضالي المشرّف التي وُلدت في المدينة حاضنة الأديان جميعاً، والتي نشأت في الأرض الواحدة التي تمّ تقسيمها وتشطيرها لتتسع لدولة استُورد شعبها من خارجها، وكان عليها أن تواجه هذا العدو منذ طفولتها، اقتداءً بالوالدين كما بأهل المدينة المقدسة بل بفلسطين التي تختزل الأمة جميعاً.
وإنه لشرف لي أن أكون بين من أعطاهم النادي الثقافي العربي، حارس الزمن الجميل، الفرصة لتحية هذه المناضلة الرفيقة ـ الزميلة ـ الصديقة شريكة عمر واحد من أساتذتي، التي علّمتني أن للكتابة مهمة تتجاوز اليوميات لتحفظ شرف النضال، بالتضحيات كما بالمقاومة، كما بالصمود في الأرض ولو عن طريق سقايتها بالدماء.
وشرف أيضاً أن أشارك مع الأديبة المميزة والروائية المبدعة إميلي نصرالله، وقد أسعدني حظي أن التقيتها زميلة مع العزيزة بيان في دار الصياد، وعملنا لفترة معاً ولقد وثّقت الأيام والصمود على الموقف علاقات الأخوة بالصداقة المستمرة.
أما الصديق صلاح الدين الدباغ فرفيق عمر.. وكانت فلسطين ثالثنا دائماً.
[ [ [
يصعب الحديث عن القريب منك بصلة الانتساب إلى القضية وعمق الرابط الوجداني بالعروبة والعروة الوثقى مع الشهداء؛ من قضى منهم ومن ينتظر وما بدّلوا تبديلا، مثل الصديقة التي أعتز بأنني مع بيتها العريق بالأب والأم والزوج أستاذي ورفيق العمر، في صلة تقارب في متانتها القرابة بالدم.
الدكتورة بيان نويهض: كيف يمكن أن أختصرك في كلمات، أيتها المجاهدة التي كلما سقط شهيد تناولت رايته ومهماته وأكملت الطريق مرجئة الدمع في انتظار انتصار الحق، ولو تأخر ميعاده جيلاً أو جيلين أو أكثر.
هل البداية من الأب المؤرخ والأم الشاعرة، من بيت المقدس أم من رأس المتن، من عمان أم من دمشق أم من العاصمة التي فرض عليها قدرها أن تعوّض العواصم المخطوفة: بيروت؟!
من دواعي اعتزازي بمهنتي، الصحافة، أنني تتلمذت في البدايات على يدي أستاذ جعل المهنة في خدمة القضية، هو المناضل شفيق الحوت.. ثم عرفت بيان نويهض زميلة ورفيقة سلاح في دار الصياد… وكان اسمها مشعاً لأنه يستدعي ذكر والدها مؤرخ القضية وداعيتها عجاج نويهض، وخالها المجاهد فؤاد سليم، وقبل أن أتعرّف إلى الأديبة في والدتها وداد سليم.
ثم افترقت بنا الطرق وإن بقينا في قلب إيماننا بفلسطين التي تتضمن الطموحات والآمال جميعاً، الوحدة والتقدم، الديموقراطية وحق الإنسان ابن الأرض وصاحبها في أن يكون حراً، وأن يقاوم تزوير هويته وتاريخه بداعي الضعف أو التخلّف أو العجز عن مقاومة الإقليميات والطائفيات والمذهبيات ملتهمة الأوطان وأهلها، حليفة الصهيونية وإسرائيل والإمبريالية التي استولدتها وما تزال ترعاها.
[ [ [
أعترف أنني اكتسبت المزيد من المناعة من هذه الكاتبة ـ الدارسة ـ الباحثة ـ المدققة وهي تؤكد إيمانها بالوقائع الثابتة، وتوظف الحماسة في العمل من أجل القضية، وإرجاء الحزن إلى ما بعد النصر، مهما تبدى بعيداً.
وأذكر، في جملة ما يستعصي على النسيان، صورة بيان نويهض وهي تعمل بدأب المناضل وحماسة المجاهد ودقة العالم لتوثيق كل ما يتصل بمذبحة صبرا وشاتيلا. لم تقف على المنابر لتخطب، وتخلت عن التظاهر والكتابة الشاجبة والمستنكرة، وانصرفت إلى توثيق جريمة العصر بالشهادات الناطقة، بالوثائق المتاحة، بملاحقة الأدلة حيثما استطاعت أن تجدها بل تطاردها حتى تأتي بها لتقدم مطالعة قانونية ثابتة البراهين قاعدتها العلم لا الموقف المسبق والدليل وليس الاتهام المطلق جزافاً.
وبالتأكيد، فإن الكتاب ـ المرجع لبيان نويهض عن مذبحة صبرا وشاتيلا سيظل وثيقة دامغة تدين إسرائيل والأطراف الضالة أو المضللة من القوى الحزبية في لبنان بارتكاب واحدة من أبشع جرائم العصر.
[ [ [
شهادتي ببيان نويهض مجروحة..
فهي، كما أستاذي الراحل شفيق الحوت، كانا شريكين بالرأي، حين أصدرت «السفير».. وقد ساهما فيها بالنصيحة والترشيد قبل الكتابة وبعدها،
ثم إنّ الدكتورة بيان نويهض كانت شريكة في تأسيس ملحق فلسطين ـ السفير العربي الذي تصدره «السفير» شهرياً، للتوكيد على أن القضية المقدّسة حية لا تموت وإن غفل أو تخلى عنها بعض قياداتها ممن أخذهم التعب إلى التقاعد أو إلى الصمت عن الغلط.
إننا نكرّم باحثة مميزة وصاحبة قلم مشرق، ومناضلة رضعت حليب الجهاد منذ الولادة، وقد عمّمته من موقع الأستاذ على أجيال.
بيان نويهض: بين أسباب اعتزازي بمهنة الكتابة أنني أستطيع التباهي ببعض من جعلوا أقلامهم منارات.
تحية لك وتحية لكل من وضعك على هذا الطريق، ولمن رافقك رحلة العمل حتى الشهادة… وليسلم قلمك المضيء في قلب العتمة لأن مداده من الأرض المقدسة فلسطين.
تحية تقدير، في يوم المرأة العالمي، لهذه السيدة التي حاولت فنجحت في أن تعوّض غياب من غاب من المناضلين والمناضلات، كتاباً وبحاثة وروائيين، فنجحت… بل وأضافت ـ بالتوثيق شهادة إدانة قاطعة ضد العدو.
إن الاحتفال بيوم المرأة العالمي يكتسب المزيد من المعنى بتكريم هذه السيدة التي جمعت في شخصها جملة من المعاني السامية كتابة وتعليماً وسلوكاً، جهاداً من أجل القضية المقدّسة وحفظاً لمعنى النضال من أجل حياة كريمة للنساء اللواتي يمنحننا شرف الحياة.

موسى طيبا: الذي يكتب الشعر باللون والخيال بالخط

شاء لي قدري، في بدايات حياتي المهنية، أن يكون مقر عملي في مجلة «الأحد» التي كانت تصدر عن دار الكفاح العربي لصاحبها الزميل الكبير الراحل رياض طه، في شارع مار منصور، خلف اللعازارية، وغير بعيد عن أكاديمية الفنون الجميلة بقيادة ألكسي بطرس..
وشاء القدر نفسه أن يفد على هذه الأكاديمية ابن دركي آخر كان يسمى حسين ماضي قبل أن يعطي اسمه للفنون التشكيلية، رسماً ونحتاً… وأن تصير تلك الدفعة من دارسي هذه الفنون، وكلهم من أبناء بسطاء الناس كالفلاحين وصغار الكسبة، أصدقاء تجمعنا شراكة الكعك بسمسم، وأنصاف صحون اللوبيا بزيت، والأحلام الكبار ومحاولة التعبير عن حبنا لأرضنا والناس بما نملك من كفاءات كامنة.
فأما القائد التاريخي لهذه الدفعة وذواقة الأصالة في اللحن والغناء، وكان متقدماً على زملائه، فكان الراحل الذي لا يغيب إنساناً عظيماً ومبدعاً في الفن التشكيلي إبراهيم مرزوق… وكان بين أصحاب العيون التي ترى ما لا نرى من مكامن الجمال الراحل حسين بدر الدين ومصطفى حيدر ومحمد قدورة وآخرون.. أما المرجعية فكانت معقودة اللواء لمنير عيدو في حين كان حسن جوني يمثل المعارضة من قصره في منطقة البطركية.
وكان موسى طيبا متميزاً بلغته الساذجة التي لا تفهمها إلا مرسومة، وأما لوحاته فتعطي كل مشاهد فرصة أن يقرأها بذائقته الفنية وأن يعبّر عنها بلغته.
ولقد امتدت الصداقة مع تلك الكوكبة من المبدعين لنصف قرن أو يزيد، مع كل التقلبات وثورات المزاج وتبدّل الأحوال بعد اكتساب الخبرات واستقرار الثقة بالنفس عبر النجاح في تلك العملية المعقدة: أن تعبّر عن أحلامك ورؤاك، مشاعرك وثورات غضبك بالألوان والخطوط التي تخاطب الروح والحس قبل العين ومعها، فإذا أنت شريك لمن أبدعها.. حتى لو قرأت فيها غير ما أراد أن يقول.
فرّقت بيننا الأيام، وإن لم تستطع تقطيع الروابط، في حين ظل موسى طيبا على تواصله المفتوح، لا سيما بعد أن قاده حظه إلى رفيقة عمره التي تفهمه من غير أن يتكلم، وتؤمن برسالته الفنية فتقرأ في خطوطها وألوانها ما لا نصل إلى تفسيره، السيدة أسمى قباني، الملاك الحارس والروح التي تكاد لا تتجسّد إلا نادراً والتي تقول بصمتها وابتسامتها الخفيفة ما لا يستطيع فهمه وتجسيده إلا موسى طيبا بريشته الساحرة وألوان قوس قزح التي يجعلها أعمدة للوحاته التي تنقلك من الفرح إلى الحزن إلى البهجة إلى عشق الحياة في مدى اللحظة الواحدة.
[ [ [
لست ناقداً للفنون التشكيلية. بالكاد أستطيع الادعاء أنني أجتهد في تذوّقها مفيداً من تلك الدروس الخصوصية التي تلقيتها على أيدي المبدعين الذين علّموني قراءة اللون والخطوط وجعلوني أرى ما لا يُرى من الأفكار والعواطف. ربما لهذا بتّ أدرك أن الفن التشكيلي هو من ذرى الثقافة الإنسانية بقدر ما هو مساحة حرة للمشاعر والعواطف… تتملّى العين باللوحة حتى إذا انتشت أدخلتها إلى القلب قبل أن تحملها إلى الجدار شهادة بحبك الجمال وعشق الحياة، وليس للتباهي بثروتك وقدرتك على تصنيم المبدعين للتدليل أن لا شــيء يستعصي على ذهبك.
وأفترض أن الفنان التشكيلي الذي يستطيع أن يتحدى قسوة ظروفنا المعاشة ويحفظ في قلوبنا وعيوننا مساحة لعشق الحياة هو توأم الشاعر المبدع والروائي الفذ والكاتب المؤمن بالكلمة أو المصوّر المميّز الذي يعزّز فينا الإيمان بالأرض وأهلها…
والحمد لله أن في لبنان من المبدعين ما يغطي على فجور السياسيين وقبح خطابهم وبشاعة مجهودهم الحثيث لإشعال الفتنة وتدمير أسباب الحياة.
وموسى طيبا الذي لا يتقن الخطابة ويكتب بألوان قوس قزح ما لا يستطيع التعبير عنه بالكلمات، قد أضاف إلى موهبته ثقافة عريضة عبر أسفاره إلى حيث أمكنه الوصول: فقد دعاه عمه إلى فيينا في العام 1962 فأمضى شهوراً يزور المتحف والغاليرات ويرسم، من دون أن يُحيي فيها ليالي الأنس… كما تسنى له أن يتسلل إلى الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في لندن يتابع ويطالع ويطلع. ومن لندن إلى روما متابعاً الدروس في أكاديمية روما للفنون الجميلة، متتلمذاً على كبار أساتذتها فيتسيني، مونتاليريني، وماكاري وآخرين… كما تلقى في معهد سان جاكومو دروساً في النحت والموزاييك والجدرانيات الكبيرة.
ولقد عاد، بعد عشر سنوات من الغياب، ليُعلّم الرسم في بعض المدارس الرسمية، في أميون وبرج البراجنة وفرن الشباك والمريجة وجبيل، قبل ان تهجّره الحرب المفتوحة، التي التهمت بيته والفرشاة و الألوان والخيال، مرة أخرى.
[ [ [
كيف تكتب رؤاك وتهويماتك وأحاسيسك ومشاعرك؟ وكم من الكلمات تحتاج لكي تشرح خطاً باللون وظلاً بالخيال والموسيقى التي تنطلق من قوس قزح فتنتشلك من همومك وأحزانك التي لا يكاد يفرغ خزانها في هذا اللبنان الفوّار بالقلق وافتقاد الأمان؟… كيف توفر لك هذه العين السحرية التي ترى ما لا نراه، وتعبّر عن شوقك إلى الجمال، وتغني ذائقتك الفنية، وتحملك إلى عالم التجريد الذي يمنحك فرصة التحرر، ولو لبرهة، من أثقال الواقع المحسوس، وتفتح أمام عينيك دنى من الأحلام طالما تشهّيت أن تسرح فيها فتستعيد هدأة النفس، واستحقاقك شرف الحياة؟
كيف، إن لم تكن شاعراً ولو بالتمني، أو عاشقاً بالرغبة والقصد، مغتسلاً بالضوء الخافت للقمر الذي تقرأ فيه موسيقى أنشودة الأمل، تستطيع أن تجعل من اللون لغة، ومن الخطوط تجسيداً لأحلام ورؤى مشرقة تخاطب القلب قبل العين.
ثم، وهذا هو الأهم، كيف يستطيع مثل هذا الشريد الطريد، المتسكّع فوق أرصفة العواصم، والمشدود إلى الأرض الفقيرة في قانا، وإلى لبنان الذي بالكاد يعترف به مواطناً قيد الدرس، وبالكاد توفر له دولته ثمن طعامه، كيف يستطيع أن يُبدع فناً جميلاً، وأن يحتفظ بالأمل وأن يتمكّن فيه حبه للإنسان وإيمانه بالقيم النبيلة والمُثُل التي تكاد تجعله في منطقة وسط بين الداعية والمبشّر والمذكّر بأن الإنسان أرقى الكائنات وأن الحياة أثمن من أن تضيع في غابة صراعات مواقع النفوذ الطائفية ومستنقعات القوانين الانتخابية وجحيم الحرب الأهلية التي تتهدد حاضرنا وأجيالنا المهددة باغتيال آمالها بحياة أفضل.
عذراً، لقد أخذتني مكامن القلق بعيداً عن موضوع مرافعتي كناقد فني لأعمال المبدع موسى طيبا.
وقد نبّهت المشاعر الوطنية البسيطة والطبيعية والتي يعيشها موسى طيبا ولا يعرف كيف يعبّر عنها، وهو الغارق في الجداريات في شارتر، إلى أن للفن دوراً في المعركة، وهكذا باشر العمل لحلمه الفريد في بابه: تحويل منزله في قانا إلى متحف دائم للفن التشكيلي ليس لنفسه، بل للمبدعين جميعاً لبنانيين وعرباً ومن أنحاء مختلفة من العالم.
وها هو حتى اليوم يدور باحثاً عن لوحات زملائه المعاصرين، والفنانين الذين تحفظهم ذاكرة الدنيا، فيأتي بهم ليعزز هذا المتحف الفريد في بابه والذي يقدّم موسى طيبا نفقات تعزيزه على خبزه اليومي..
هل من الضروري أن نشير إلى أن قلة قليلة، من المسؤولين تعرف هذه الحقيقة، وأن نفراً معدوداً جداً من السياسيين، جنوبيين ومن سائر أنحاء لبنان، قد زار هذا المتحف وقدّر أهمية أن تحتضنه قانا، الشاهدة والشهيدة مرتين في المذابح الإسرائيلية، والتي يرتبط اسمها بالسيد المسيح بقدر ارتباطه بموكب الصمود الوطني ومجد الاعتزاز بالهوية.
من حق موسى طيبا أن نعترف له بالسبق في هذا المجال…
ومن حقه أيضاً أن نشهد له بأنه قد أقام معرضاً من 50 لوحة في ثانوية بنت جبيل، بعد أسابيع قليلة من تحريرها. وكانت سابقة مميزة. وقد ذهبت لملاقاة وزير الثقافة هناك، وكان الصامدون من أهل تلك البلدة القلعة التي صمدت للحرب الإسرائيلية حتى هزمتها يحيطون بهذا الفنان الذي لا يتقن شرح إنجازه، مزهوّين بأن النصر مصدر للإبداع.

(مقتطفات من كلمة ألقيت في تكريم الحركة الثقافية في أنطلياس للفنان موسى طيبا)

مــن أقــوال نســمة

قال لي «نسمة» الذي لم تُعرف له مهنة إلا الحب:
ـ للحب اللغات كلها، الكلمات، الشعر، الموسيقى، الرسم، النحت، الغناء، اللمس والهمس، والتماعة العينين والتنهدات.
أعجب من حبيــب يريد «انــتزاع» اعتراف من حبيبه مرة بين قبلتين، وثانية بين همســتين، وثالثة بين آهين.. ثم يعود ليسأل: أتحبني فعلاً؟!

Exit mobile version