طلال سلمان

هوامش ## كتابـة علـى جـدار مهنـة الصحافـة (3)

الدخول إلى جنة الصحافة: بين القصرين!
مجلس تحرير ضاحك في حضور «الزميلة» الأولى والمرشح لشراكتها

قصد الفتى العنوان الذي حدده سليم اللوزي بكلمات وجد فيها شيئاً من التشهير بريفيته وغربته عن المدينة:
ـ أتعرف القصر الجمهوري في القنطاري؟ مهلاً، أتعرف قصر هنري فرعون؟! هذا أسهل عليك لأنك، كما فهمت كنت تغطي أخبار السرايا… هو فوق السرايا ولكنه في السياسة تحت القصر الجمهوري. أما الشارع فباسم عبد الرحمن الحوت.
توقف الفتى أمام المبنى الذي تشغل «الحوادث» طابقه الأول. مسح عرقه بكفيه، وانتظر حتى انتظم تنفسه، وسوّى قميصه، ونفخ صدره ثم رقى الدرجات ودخل من الباب المفتوح ليواجه بسؤال موظف الاستقبال: نعم؟ من تريد؟
قبل ان يجيب أطل سليم اللوزي من مكتبه وخاطبه بالنبرة الساخرة ذاتها: يبدو أنك عرفت العنوان بيسر.. ألم أقل لك إننا «بين القصرين»! هل سمعت بنجيب محفوظ. هيا، أدخل!
ودخل ليتلقى الدرس الأول في المهنة التي قصدها بدافع الحاجة إلى عمل والتي تتحول الآن إلى خيار سيرسم مسار حياته.
قال سليم اللوزي: أما وإن لغتك جيدة فلسوف تبدأ عملك في التصحيح! أطرق وظللت خيبة الأمل وجهه، ثم سمع سليم اللوزي يقهقه، فرفع نظره إليه متسائلاً، فسمعه يقول: لم أكمل كلامي بعد. ستشارك في التصحيح لفترة، تتعرف خلالها إلى أساليب الكتابة، فكل منا يكتب بأسلوبه الخاص المختلف حتما عن أسلوب غيره. ثم ستتولى إعداد بريد القرّاء، وسأمنحك فرصة ان تكتب خاطرة أو فكرة كزاوية ثابتة.
[[[

÷÷ اجتماع التحرير.. وأنت تضحك!
حان موعد اجتماع التحرير، كما فهم الفتى لاحقاً. وسمح له أن يحضره. وهكذا توافدت تلك المجموعة من المحررين أو المساهمين في الكتابة: شفيق الحوت بصوته الجهوري ووجهه الذي يفيض حيوية، ونبيل خوري تسبقه قهقهته، ووجيه رضوان بعينيه التائهتين بين حلمين، ثم اقتحمت المكتب «فتاة» تطل الرغبة في الشغب من عينيها، سأعرف ان اسمها شكورة العظم، وحين يصل موكب «البيك»، منح الصلح، سوف تتفجر النكات والضحكات والأفكار، بينما يتسلل رسام الكاريكاتور نيازي جلول فيقف عند الباب كأنه يستعد لأن يتوارى مع أول ملاحظة.
صحافية؟! هل في الصحافة اللبنانية صحافيات؟
تبادلوا الأفكار والآراء في جو مبهج تتخلله النكات والقفشات و«تركيب المقلة»: كانوا تشكيلة طريفة. صحافي طرابلسي تربى بين إذاعة «الشرق الأدنى» أو القسم العربي في الإذاعة البريطانية في فلسطين ثم مجلة «روز اليوسف» التي أسستها السيدة من أصول طرابلسية، فاطمة اليوسف، ثم «المصور» في القاهرة ومؤسسها لبناني هو من أنشأ دار الهلال في القاهرة جرجي زيدان، ومثقف كبير وابن عائلة عريقة ولها موقعها السامي في الحياة السياسية اللبنانية هو «البيك» منح الصلح الذي كاد يكون رئيس تحرير لجريدة «النداء» تحت قيادة عمه كاظم الصلح بالشراكة مع أخيه تقي الدين، وهو في السادسة عشرة من عمره… وإعلامي فلسطيني الأصل يعمل لمحطة «صوت أميركا» ولكنه يعشق الكتابة في الجنس، وهو ينشر رواية على شكل حلقات، ثم قائد جماهيري وخطيب التظاهرات في الجامعة الذي يملك مواهب قيادية، شفيق الحوت الفلسطيني المتحدر من عائلة بيروتية بدليل ان المكاتب تقع في شارع يحمل اسم أحد جدوده، عبد الرحمن الحوت، ويقيم في منزل هو بعض الأملاك التي أوقفها الراحل لذريته من بعده. أما وجيه رضوان فيتابع الثقافة عموماً، المسرح والسينما والغناء خصوصاً، من موقع القارئ أكثر منه من موقع النقاد. وأخيراً: نيازي جلول الذي كان ينطق العربية كأرمني، فيكتفي بالمراقبة من خلف نظارتيه، وكلما حاول الاشتراك في النقاش تعثرت الكلمات فرجع إلى قوقعة صمته سالماً.
تبقى شكورة العظم التي سأعرف في ما بعد انها دمشقية، فشل زواجها، ولم تشأ أن تنهي حياتها في أسر التقاليد المحافظة، فجاءت إلى بيروت مقررة ان تبقى فيها، وأن تعمل في الصحافة حيث يمكنها توظيف حشريتها ومعرفتها بدواخل النساء مفترضة ان الرجال سيتزاحمون على خدمتها، وقد صح توقعها.
طرحت أفكار عديدة، بعضها كاريكاتورية، وبعض يستحيل تنفيذها، وبعض ثالث يتوزع على قضايا سياسية محلية وعربية، في حين سيكمل نبيل خوري كتابة الحلقة الرابعة من روايته الجديدة، وإن حذره الحاضرون من ان القرّاء جميعاً يفهمون دلالة النقاط التي تغرق في بحورها الكلمات، فيستخلصون المعنى من المبنى المرتبك، إما بسبب النسيان، أو بسبب التيه في تفاصيل المغامرة التي ستعلّم الفتية فنون الانحراف.
موضوع الغلاف يأخذ الكثير من النقاش. تطرح أفكار عديدة للتداول، ويصبح دور سليم اللوزي «استفزاز» السياسي في المفكر منح الصلح واستدرار ذاكرته التاريخية، وتتعالى الصيحات باقتراح عنوان الغلاف، وتهدر الضحكات قبل ان يحسم «البيك» النقاش بصياغة العنوان الذي يكاد يكون شعاراً وحين يتدخل سليم اللوزي بسليقة «البياع» يقمعه منح الصلح على طريقة: معك حق، حبيبي، لكن ما تقترحه غلط فاضح ونقص في المعرفة بالتاريخ والجغرافيا وأحوال السياسة.
يضحك الجميع في حين يقهقه سليم اللوزي، فقد نجح في إلزام «البيك» بكتابة موضوع الغلاف: أليس هو العارفة؟!
[[[

÷÷÷ النقابي الذي يعلم الصح..
تولى شفيق الحوت الفتى برعايته، فرتبته ـ آنذاك ـ سكرتير التحرير، أما مهامه فتشمل التحرير جميعاً، وإن ظلت مهنية سليم اللوزي تلعب دور الرقيب المتابع تفاصيل التفاصيل.
وهكذا مشى الفتى خلف شفيق الحوت إلى الخندق الغميق، حيث كانت مطبعة «دار الغد» التي سيتولى العاملون فيها التنضيد والتركيب وسحب الصفحات ثم الطباعة، بعد إنهاء التصحيح والتدقيق الأخير الذي لا بد ان يتولاه سليم اللوزي شخصياً.
كان مدير المطبعة مناضلاً نقابياً له تاريخ مضيء في الحزب الشيوعي الرفيق فؤاد ناصر الدين، اما صاحبها فطبيب هو غاية في الدماثة، يوصل شقيقته الرقيقة «هيفاء» كل صباح، ثم يأتي بعد الظهر لاصطحابها… وثمة بضعة من العمال، فيهم «مركب الصفحات» وفيهم منضد الحروف، ثم هناك معلم الطباعة.
قدّم شفيق الحوت اليهم الفتى الوافد بتوصيف يوصي انه ـ مثله ـ منهم.. وأنه قد جاء ليتعلم وأنه يعتمد عليهم في تدريبه، وقد طمأنه المعلم فؤاد إلى انه سيرعى هذا الطامح لولوج دنيا الصحافة شخصياً. وهكذا ودع شفيق الفتى وتركه في رعاية النقابي المثقف الذي يقرأ فيفهم، ويتحدث فينير عقول سامعيه مع انه ترك المدرسة وهو بالكاد «يفك الحرف».
كان لا بد من جلسة تحقيق، ليطمئن المعلم فؤاد، فسأل الفتى عن قريته وظروف العيش فيها، عن عائلاتها وأحزابها.. فلما عرف ان والده دركي سأله بكثير من الريبة: هل هو جندي عادي، محترف، ام انه مسيس؟! وكان على الفتى ان يسرد تاريخ أبيه، ومخافر البلدات التي عمل فيها، وصداقاته مع بعض الشخصيات السياسية المعارضة. ثم روى له حكاية اللقاء مع سليم اللوزي في السجن.
كانت وقائع اللقاء بين الصحافي الأسير والسجان بالإكراه المتمرد بإرادته المدخل إلى «علاقة مميزة» بين المدير النقابي المناضل والفتى التي جاءت به حماسته لقضيته الى المهنة التي رأوها، قديما، مهنة المتاعب. ثم إن النقاش قد لفت النقابي المجرب والمثقف ميدانيا إلى «خامة طيبة» في هذا الفتى المكلف تصحيح ما قد يخطئ في كتابته أصحاب اسماء كبيرة في عالم الصحافة. قال له مشجعاً: إياك أن تعتذر من المخطئ! انت هنا سيد نفسك. ما دمت واثقا من معرفتك باللغة فتصرف بمسؤولية. هم أكبر منك سناً وقدراً، هذا صحيح، ولكنك مسؤول عن تصحيح أخطائهم، إذاً صححها ولا تعتذر!
كان ذلك الدرس الأول في احترام الاصول: المعرفة هي الأساس.
[[[

÷÷÷÷ التجربة الأولى مع الصحافية الأولى..
سيكون على الفتى بعد ذلك ان يبحث لنفسه عن موقع ما في التحرير. ولقد أسعده ان يقبل سليم اللوزي ان يقرأ له تجاربه الأولى في كتابة الزاوية في بريد القراء، ثم أن يختار لها العنوان الدائم «شطحة».
وحين ظهرت الزاوية لأول مرة، امتلأ بالفخر حين وجد «البيك» يبحث عنه ليهنئه: ممتاز، حبيبي، ممتاز! عندك أسلوبك!
وفي اجتماع التحرير، يومذاك. رحب شفيق الحوت بالفتى كزميل، وهنأه نبيل خوري بقوله: علقت، وبعد اليوم سيجعلك سليم اللوزي تكتب ما يملأ الصفحات الفارغة. أما نيازي جلول فاكتفى بأن يقول: أنت تعلمني الرسم! وأنا أعلمك الكتابة!
لم تشارك «شكورة» في موكب التهنئة. قالت بصراحة: لم أقرأ هذه الزاوية! وحين اختتم الاجتماع، طلب سليم اللوزي من شكورة ومن الفتى الذي حاز نعمة اعتماده كمحرر، ان يبقيا، لأنه يريدهما لأمر يتصل بالعمل.
ظل الفتى مطرقاً، يحاول ان يجد سبباً لهذا الاجتماع. راجع تصرفاته خلال الأيام القليلة الماضية ليتأكد من انه لم يتصرف بما يستوجب اللوم، ثم إنه بالكاد لمح هذه «الزميلة» الأقوى من ألف رجل، والتي لا تتورع عن ان تقول للأعور أعور بعينه، ولا تسمح لأحد بأن يتمادى في تصرفاته أو كلامه معها.
أغلق سليم اللوزي الباب وخاطبهما معاً بقوله: ستكونان نواة لفريق التحقيقات. شكورة هذه عفريته، مقتحمة، وهي شجاعة في مواجهة أي كان، فلا كبير أمامها. هي شفهية ممتازة، وأنت تعرف كيف تعيد صياغة الشفهي، خطياً بأسلوب مقبول. ستعملان معاً. نحدد لكما الموضوع ومَن مِن المسؤولين عليكما لقاؤه، وماذا تسألان، ثم كيف تدققان.. بعد ذلك تكون الصياغة من مسؤوليتك، واختيار الصورة من مسؤوليتها، اما المراجعة فمن مسؤولية شفيق الحوت.
لم يعرف كيف يداري ارتباكه، وانتبه إلى ان حبيبات من العرق تتدحرج على عنقه، وتكاد تغشي على عينيه. وانتبه إلى صوت شكورة يقول بشيء من الحدة: ألم تجد غير هذا المتدرب ليعلمني الصحافة، وكيفية كتابة التحقيق؟
هم بأن يقف، لكن سليم اللوزي حدجه بنظرة جعلته يتجمد في مقعده، ثم سمعه يخاطب شكورة بحدة: أنتما تتكاملان. أرى فيكما ثنائياً جيداً، كمبتدئين. لا علاقة لي بموقف كل منكما من الآخر، ولسنا بصدد العواطف. أنا أتحدث في المهنة. وأراكما ثنائياً ناجحاً، وستؤكد التجربة صدق فراستي..
قالت شكورة مشيرة إلى الفتى: ولكنه في القصر منذ البارحة العصر..
رد سليم اللوزي ضاحكا: وأنتِ فيه منذ البارحة صباحاً… في أي حال سنخوض هذه التجربة وأنا المسؤول. هيا إلى العمل. سيكون التحقيق الأول عن فوضى السير في بيروت. هو يعرف بعض ضباط الشرطة، وأنت عندك العين النفاذه، ثم انكما تتحركان اما بالترامواي وإما بسيارات السرفيس، وتسمعان الكثير من الحكايات، وتلاحظان تصرفات الناس والشرطة والسائقين. أريد الموضوع بعد غد.
اندفعت شكورة خارجة في زوبعة غضب، وقام متجها إلى الباب تغمره الحسرة ويمضه العجز عن المواجهة، فسمع صوت اللوزي يستوقفه: ستنجحان! لا تهتم برد فعلها الفوري. انها طيبة ونشيطة، وستبدل رأيها عبر التجربة.
في الممر، وجد شكورة تشكو همها إلى شفيق الحوت فتقدم ليبلغه أنه لا يرى نفسه مؤهلاً لمثل هذه المهمة، فقال «مسؤولهما» بلهجة الأمر: نفذ ثم اعترض! هذه هي القاعدة هنا! ولسوف ينفذان في مقبل الأيام، متجاوزين الاعتراض إلى النجاح!
بعد حين سيبعث بطلبهما سليم اللوزي ليهنئهما: أتعرفان لماذا نجحتما؟ لانها لم تفكر بك كرجل ولم تتعامل معها كامرأة! أما بعد العمل فأنتما أحرار!
انتبه الفتى إلى انه لم ينظر، مرة، إلى شكورة الا كشريك اضطراري في مهمة لا بد من ان ينجح فيها، وأنها لم تتصرف مرة بدلع الأنثى، وبقيا ـ كلاهما ـ خارج دائرة الجحيم المسماة: الغريزة! وكل لسببه الخاص، لكنهما معا محكومان بالنجاح.
بعد حين ستفاجئه شكورة بالقول: قرأت لك «شطحتك» الأخيرة. انها جيدة. أكاد أحسدك على لغتك! أنا في الشفهي ممتازة، ولكن الكتابة فن لا أعرف كيف أتسلق الجدران إليه!
ولم يقل لها إن بعض الفضل في رقة اسلوبه في شطحة إنما يعود إلى عيني فتاة أخرى، تشده إلى المطبعة فيمضي فيها وقتا طويلاً، يتأملها عن بعد، ويغمره العرق إذا ما نادته لتسأله أمراً يخص هذه الصفحة او تلك من صفحات المجلة، ويرتبك أشد الارتباك إذا ما مدت يدها لتصافحه مودعة حين يأتي ملاكها الحارس ليصحبها في طريق العودة.
[[[

÷÷÷÷÷ الموقف السياسي يفتح باب النجاح..
مع الخريف كانت «الحوادث» قد قفزت لتحتل مكانة متقدمة بين المجلات، خصوصاً أنها كانت الأنجح في التعبير عن «الشارع» في لبنان الذي كان قد بلغ درجة الغليان، اعتراضاً على سياسات كميل شمعون التي ستأخذ الوطن الصغير إلى أسر الأحلاف الأجنبية، في مواجهة الحركة القومية الناهضة بقيادة جمال عبد الناصر.
وكانت سوريا، المضطربة أبدا، تزداد قربا ـ بالتأييد إلى حد المبايعة ـ من هذا القائد العربي العظيم. وأخذت قواها السياسية والعسكرية تهرب اليه من صراعاتها الداخلية. وبالتالي فقد تحول لبنان، المنشق على نفسه بين رئيس تتزايد معارضته اتساعاً، لا سيما بعدما أسقط معظم «الزعماء السياسيين» ـ الأسعد وجنبلاط وسلام وفرنجية ـ في الانتخابات التي صمم قانونها بحيث يأتي المجلس النيابي الجديد مطواعاً لا يرفض له قانونا ولا يعترض على حكومة يشكلها، او على تعيينات يحل فيها أنصاره محل الموظفين المتهمين بأنهم من مناصري المعارضة.
وسمح للفتى ان يقترب في موضوعاته من السياسة، وإن ظل يتهيب ويفضل الكتابة في القضايا الاجتماعية، خصوصاً أن «شريكته» شكورة كانت قد سلمت له «بالقيادة»: تروي له ما شاهدته وما سمعته وما استنتجته تاركة له أمر الصياغة والعنوان، الذي كثيراً ما عدل فيه سليم اللوزي ثم أعاده شفيق الحوت الى صيغته الأصلية.
وكانت اجتماعات التحرير التي تضم هذا الحشد من الكفاءات المتنوعة الاهتمامات والغنية بتجاربها، «مدرسة» سيقدّر للفتى ان يفيد كثيرا من غنى النقاش فيها، ومن مناخ الظرف والطرافة الذي يسودها، والذي يعطي ثماره في اختيار موضوعات متميزة تجيب على كثير من الاسئلة التي تشغل الناس.
تلاقت في تلك القاعة المحدودة المساحة، مجموعة من العقول والمواهب وإن ظل الظرف هو الميدان الأرحب للتباري: سليم اللوزي بغنى تجربته في مصر حيث النكتة شرط حياة، و«البيك» الذي يعطي كثيرا في النصف الأول من الجملة ثم تأتي «ولكن» لتمهد للخاتمة الذكية المفجعة! وشفيق الحوت الذي يتقن إحداث الوقيعة بين نبيل خوري وشكورة التي تتذمر من غزارة النقاط في كتابته بما يترك للخيال ان يكمل المعنى بخيال المراهقين. وفي حين يحاول الفتى ان «يخزن» ما يسمع فإن نيازي جلول كان يحاول ان يرسم اللامعقول الذي يسمعه بفرشاة حبرها ماء.
ولسوف تفرض التطورات السياسية المتسارعة ان تتحول «الحوادث» من مجلة إلى نشرة ثورية…

من أقوال نسمة
قال لي «نسمة» الذي لم تعرف له مهنة إلا الحب:
ـ الحب ان تغدو «اثنين» بلا قرار مسبق، فتستحضر حبيبك ولو كان في آخر الدنيا، وتسأله وهو لا يسمع، وتنفذ وهو لا يعرف، ثم يأتي ليقول: «لو انك..»، ولا يكمل لأنك قد ألغيت «لو..»!

Exit mobile version