طلال سلمان

نص رسالة الاعتذار التي بعث بها الزميل طلال سلمان

الأصدقاء في الحركة الثقافية في انطلياس
يعز علي أن يمنعني عذر صحي ناتج عن جريمة سياسية لما تندمل جراحها، عن المشاركة معكم في تكريم من أخذه الشعر الى مكانة سامية لم تبلغها الا القلة من عشاق العربية الذين فهموها وأحبوها فأبدعوا فيها وجعلتهم من الخالدين.
إنني أعيد ترميم الفكين المدمَّرين نتيجة لمحاولة الاغتيال التي تعرضتُ لها فجر يوم 14 تموز 1984 والتي لم يكن لها من سبب، في حدود تقديرنا، إلا معارضتنا من موقع وطني لاتفاق 17 أيار 1983 الذي رأينا فيه ثمرة مباشرة للاجتياح الاسرائيلي في بداية صيف العام 1982.
إن الترميم قد تسبب في تورم في الوجه، كما جعل من الصعب علي نطق بعض الحروف، فخفت أن أشوّه اللغة في يوم تكريم أحد حراس هيكلها وأحد المؤكدين لعبقريتها وقدرتها على استيعاب أبهى الصور وأعظم الأفكار وأدق المنمنمات الهندسية.
وفي تاريخ »السفير« انها تجاوزت الخلاف السياسي مع كبير مثل من تكرمون اليوم؛ سعيد عقل، وفتحت لشعره صفحتها الأولى، بل وأعطت موقع الافتتاحية لبعض إبداعاته من قصائده الجديدة.
لقد كانت تحية للشعر عبر الشاعر الذي أغنى بإبداعاته وجداننا، والذي أحببناه في معلقاته التي كل كلمة فيها ملكة، هذا المجبول بحب أرضنا التي يحاولون أخذها منا قهر؛ ا تارة بالشعار الديني وطورا تحت ادعاءات التقدم والديموقراطية وضمان اقتصاديات العالم الغربي.. وهو بعظيم حبه لهذه الأرض، جعل مدن العرب أغنيات تترنم بها أجيالهم، من قدسنا الشريفة الى مكة ودمشق فضلا عن المدن الحضارات الخمس في لبنان؛ صور وصيدا وجبيل وطرابلس وبعلبك، واعتز بأيامهم حين »ألحقوا الدنيا ببستان هشام« فجعلها آيات للبيان بجرسها ذي النغم المنشي.
ومما يسعد »السفير« أن تكون قد سبقت الى نشر مضمون أحد الديوانين اللذين نحتفي بإضافتهما الى مكتبتنا اليوم.
أكرر اعتذاري عن غيابي الاضطراري، راجيا أن يمتد حضور سعيد عقل عبر بحر شعره الابداعي الذي تربّت عليه أجيال فحفظته عنه وحفظته فيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Exit mobile version