طلال سلمان

نزار الحر يكتب قصيدته الأخيرة

استغرقت الرحلة مع الوجع الوقت اللازم لإنجاز ديوان العمر.. وهكذا عاد نزار الحر إلى جنّة ينابيعه التي سقانا من شعرها حتى النشوة، فإذا جباع تستقبله مودعة ببعض قصائده التي أنشدناها طويلاً، جيلا بعد جيل، غناء في زمن الحب الذي لا ينتهي بالغياب، وحداء عندما استدعت الأرض أبناءها لحمايتها فهبّوا يحصنونها بدمائهم وهم ينشدون زجلياته ويغنون قصائد الجهاد.
سكن نزار الحر في الوجدان، وغنى العشق واللهفة وحرقة الانتظار ومتعة اللقاء بأصوات العديد من المطربين والمطربات الذين استولدتهم الإذاعة اللبنانية أيام كانت معهداً موسيقياً ومدرسة في الاداء ودار بلاغة وحاضنة للمواهب الشابة ممن سينطلقون في الغد نجوما زاهرة في عالم الفن. كانت القصيدة تولد اللحن، وكان المغني أو المغنية يرتل الكلمات المموسقة، أما الطرب الحقيقي فمصبه في منبعه، جباع دائماً، ولادة الشعر والموسيقى والفرح.. والشهداء.
الشاعر طليعة في المقاومة. هو المبشر والداعية. هو حادي المسيرة. فإذا كان مبدعاً استحق هوية العاملي.
ونزار الحر طليعي في موكب العامليين الذين أغنوا وجداننا بإبداعاتهم التي لا تكف عن التدفق، في النتاج ذي الوهج، سواء في التاريخ أو الكتابات الدينية أو في الثقافة عموماً والآداب خاصة والشعر على وجه التحديد.
نزار الحر عاملي آخر ارتحل وعاد إلى جباع ليكتب فيها ولها السطر الأخير.

Exit mobile version