طلال سلمان

نداء إلى السيد خامنئي: أما آن لهؤلاء الفرسان أن يترجلوا؟!

أما آن أن تهدأ »سورة الغضب« التي اخذت »المحافظين« من رجال الثورة الإسلامية الى البعيد بحيث بدا وكأن هذه الثورة مهددة من داخلها؟!
كيف بالثورة التي فجرها حق الاجتهاد، والتي أعطاها زخمها التلاقي بين الفكر والعمل، بين الايمان وبين النضال السياسي، يضيق الحكم القائم باسمها على أصحاب الاجتهاد من دون تمييز بين أبناء هذه الثورة وفرسانها المخلصين، وبين جماعة الغرب والعهد الشاهنشاهي المتسترين تحت راية العلمانية والجانحين في اتجاه التبعية للامبريالية الاميركية؟!
إن في المطاردات المستمرة، والإحالات المتعجلة وغير المستندة إلى مبرر قانوني جدي، لرجال الفكر المستنير ولأهل القلم من الصحافيين الذين بشّروا بالثورة قبل قيامها، ونذروا أنفسهم لحمايتها والدفاع عنها وتوسيع دائرة وهجها، ما يسيء إلى صورة الثورة والحكم القائم فيها، وبشكل خاص إلى تلميذ الإمام الخميني ومكمل رسالته القائد خامنئي.
كذلك فإن توريط القضاء في قضايا الفكر والرأي والاجتهاد يسيء الى دوره عموما، والى رئيسه آية الله هاشمي شهروردي بشكل خاص،
فالقضاء ليس »شرطة« تطارد الكلمات وتقرأ النوايا وتفسرها بمنطق سلطوي يعتبر أي اعتراض خروجا على »أولي الأمر« وأي تطلع الى الديموقراطية وكأنه »عصيان« وتمرد على الإرادة الإلهية.
لقد ارتكب بعض السلطويين، وباسم الثورة، أخطاء خطيرة خلال ممارستهم مهامهم، لكن أسوأها تأثيرا على صورة حكم الثورة أن يؤخذ الناس بالظن، وأن يضيق الصدر بحق الاختلاف، وأن تعتبر الحرية الفكرية تآمرا، وأن يعتبر الجهر بالرأي تجديفا على العزة الإلهية.
القمع هو القمع، ولا يهم الشعار.
ولا يمكن تبرير القمع باسم الثورة، أو باسم حماية الاسلام، خصوصا متى تناول ثوريين حقيقيين، كانوا دعاة للثورة قبل قيامها، وظلوا دعاة لها برغم تشريدهم من وظائفهم ومحاولة تكسير أقلامهم ومن ثم الحكم عليهم بالسجن ظلما وكم أفواههم وإخراس أصواتهم.
إنه نداء جديد نطلقه مفتوحا، وموجها إلى القائد خامنئي بالذات، والى رئيس السلطة القضائية ورجال القضاء عموماً أن: أطلقوا الأقلام الحبيسة، من أجل الثورة وقيمها، ومن أجل صورة مشرقة للاسلام بذل آلاف الشهداء دماءهم في سبيلها، خصوصا وأن ثمة قوى كثيرة، دولية وعربية و»إسلامية«، تعطي للاسلام صورة شوهاء فتنسبه الى »الجاهلية« وتسدل عليه أستارا من الظلم والظلمة.
ولسنا ندّعي أننا نعرف جميع المعتقلين والمسجونين والمحكومين ظلما من زملائنا ورفاق سلاحنا، وهو القلم وحق التعبير والإصرار على حق الاجتهاد، ولكننا نعرف »العنوان« الذي خبرناه في طهران وفي بيروت، في »كيهان« ثم في المنتدى الفكري الممتاز »كيان«، ثم في مختلف الصحف والمجلات التي أصدرها متحديا القمع الفكري، ومصرا على خدمة قضية الثورة بما ملكت يمينه وبما كان يعتمر صدره من إيمان،
إنه »الفارس« بحق: محمود شمس الواعظين… المعلق على صليب الحريات في إيران، مع عدد كبير من رفاقه زملائنا.
ويا أيها السيد القائد: أما آن لهذا الفارس ورفاقه الشجعان أن يترجلوا؟!

Exit mobile version