تضيق سبل العيش، ويحاصر الجوع (مع الكورونا) معظم اللبنانيين، سواء أكانوا موظفين ام اصحاب مهن حرة، ويمتص الدولار الجبار ما تبقى من أثر لليرة اللبنانية التي كان اهلها يعتزون بقيمتها الثابتة، وسط انهيار عملات دول الجوار بعنوان سوريا والعراق… وصولاً إلى اليمن السعيد.
لم يشعر اللبنانيون بالحسرة لإقفال المطار، فهم لا يملكون اثمان التذاكر و”النفسية” المؤهلة للاستمتاع بالسياحة في بلاد الآخرين، لا سيما وان الاشقاء الاغنياء امتنعوا ، منذ حين عن القدوم إلى مصايف لبنان وملاهي لبنان والاستمتاع بمحمد عبد الوهاب يغني ” الصبا والجمال ملك يديك” او بفيروز تغني مع نصري شمس الدين والرحابنة ” يا قمر مشغره، يا بدر وادي التيم”..
تعددت حالات الانتحار العلني في قلب الاسواق، وظل جثمان محمد الهق (ابن الهرمل) مرميا في قلب شارع الحمراء، والناس يتوقفون امامه للحظات ثم يكملون سيرهم وهم يبسملون ويحوقلون..
بالمقابل تبرع بعض الناس الطيبين بإنزال جثمان الشاب الذي علق نفسه منتحراً على عامود شبكة الهاتف في الجية قرب صيدا..
وثمة منتحر ثالث في عكار، ورابع في بعض ضواحي بعلبك..
أما رئيس الحكومة فمشغول والمشط في يده بإعادة تسريح شعره حتى لا تفضحه “الصبغة”..
واما فخامة الرئيس فما يشغله هو تأمين الملك لولي العهد جبران باسيل،
واما رئيس المجلس النيابي فيشغله التفكير بمن سيختار، بعد ميشال عون حتى لا يجيء جبران باسيل رئيسا ويضطر إلى الوقوف ببابه منتظراً أن يسمع هتاف الحاجب: فخامة الرئيس… فينحنح وهو يدخل مرحبا:
- انتظرناك دهراً يا صاحب الفخامة… وسنكمل مدة الولاية الجديدة معا، أن شاء الله!