طلال سلمان

موسم الهجرة إلى الشمال

في مثل هذه الايام من كل عام، يحزم مئات، بل ربما آلاف من الطلبة، ذكوراً واناثاً، حقائبهم ويتجهون بصحبة بعض اهلهم، إلى مطار رفيق الجريري الدولي في بيروت، ليسافروا إلى البلاد البعيدة في الغرب، الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وفرنسا، لمتابعة دراساتهم العليا في جامعاتها..

في لبنان أكثر من خمسين جامعة، رسمياً بينها اربع او خمس جامعات ممتازة، فيها الجامعة الوطنية، التي كان كادرها التعليمي من الاساتذة المميزين، بدليل أن معظم الجامعات الخاصة تستعين بهم سراً كالجهر..

سنة بعد سنة يتكرر هذا المشهد، مع تزايد أعداد الجامعات في بيروت وخارجها، وبعضها يمثل “فروعا” لجامعات مجهولة من بلاد عدة، بعضها لا يعرفها اهل تلك البلاد، وشهادتها قد لا تكون قابلة للمعادلة في لبنان..

هل من يهتم؟ هل من يسائل المعنيين من المسؤولين في الحكومة وفي القطاع الخاص، حيث تنتشر الجامعات الدينية، اوروبية مسيحية بالأساس واسلامية بالتالي؟!

هل تابع أي مسؤول هؤلاء “الخريجين” واعتنى بان يعرف كم منهم وجد فرصة عمل في بلاده، ومن بقي في بلاد الآخرين يعطيهم مما جناه من علوم في مختلف الاختصاصات؟

وهل من جهة مسؤولة تساعد في توجيه طلاب لبنان إلى مجالات العمل المتوفرة والاختصاصات المطلوبة، حتى لا نخسر ابناؤنا فيربحهم الخارج، او يعودون إلى بلادهم بنصف علم فلا يجدون فرصة للعمل؟

لا مسؤول معني بالجواب. لا جهة رسمية ولا مؤسسة خاصة..

لكن ابناءنا ـ امل مستقبلنا الافضل ـ يذهبون فلا يعودون، ونخسر جيلاً بعد جيل الاكفاء منهم.. ثم “نستوردهم” خبراء او اساتذة اجانب لجامعتنا الاجنبية والطائفية والمذهبية في الداخل..

وسبحان الذي يغير ولا يتغير..

 

Exit mobile version