طلال سلمان

مواساة لعمرو موسى الى لقاء وانت اقوى

هي شجاعة استثنائية أن يقول عمرو موسى، قبيل مغادرته بيروت، معتذراً عن إرجاء إعلان نجاح المهمة: إن الوضع في لبنان من مسؤولية الجامعة العربية، والجامعة مصرة على إخراج لبنان من النفق المظلم!
هي شجاعة استثنائية أن يقول هذا الكلام، وفي مؤتمر صحافي فضائي، بعد إنذار علني وجهه السفير الأميركي في بيروت جيفري فيلتمان، بوصفه الناطق الرسمي باسم السيادة والاستقلال والحرية والعنفوان، إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية مفاده أنه شخص غير مرغوب فيه وأنه يتدخل في ما لا يعنيه .
قاتل الله القدر الغاشم (!!) الذي قلب الأدوار!
فبدلاً من أن يكون باستطاعة رئيس هذا الوفد الرفيع أن يقول، وأن ينجز القول بالفعل، وبغير أن يسأله أحد: إن لبنان، بأمنه وسلامته، بحاضره ومستقبله، قضية عربية تعني أولاً وأخيراً أهله العرب، وهم المسؤولون عن ابتداع الحل لمأزقه السياسي الراهن الذي يتهدده بمخاطر مصيرية، ويتهدد بالتالي سلامة الأمة جميعاً…
وبدلاً من أن يكون باستطاعة هذا الوفد الذي يمثل القمة العربية أن يقول بملء فمه، وأن ينجز القول بالفعل: إن القرار باستنقاذ لبنان هو قرار عربي، ولقد قرّرنا… مع ترحيبنا بتأييد الدول الصديقة لهذا القرار العربي…
بدلاً من ذلك وجدنا السفير الأميركي يصدر حكمه، سلفاً، وقبل أن ينجز الوفد العربي الرفيع المستوى عمله، فيعلن فشل المهمة!… ولولا بقية من حياء لاستصدر قراراً سيادياً مستقلاً وعنفوانياً بطرد الأمين العام لجامعة الدول العربية وبعثته من الأراضي اللبنانية التي دخلتها بغير دعوة، وجالت في أرجائها بغير إذن، وقدمت مقترحات لحلول لم يحن بعد موعدها، بل أنها تشاغب على الخطة الموضوعة بعناية، وبلغة العصر وليس بلغة بائدة، كالعربية، وهكذا حق عليها الطرد تأديباً لتجاوزها حدودها.
قاتل الله العجز! قاتل الله الفرقة! قاتل الله الذل! والحمد لله أننا لم نؤخذ إلى شرم الشيخ مكبلين بالأصفاد!
وإلى اللقاء يا الأمين على الجامعة حين ترجع إلينا بالقوة اللازمة لكي تنجز ما تعرف أننا كنت تتمنى مثلنا أن تنجزه من أجل لبنان والعرب… ولو غضب الفيلتمانيون!

Exit mobile version